ولم يكتفوا بالكفر فقط ، بل إنّهم ألصقوا بالرسول صلىاللهعليهوآله وبتعاليمه مختلف أنواع التّهم ، وحكموا أحكاماً خاطئة فيما يخصّ (عالم الغيب ـ والقيامة ـ والنبوّة) : (وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ).
«القذف» : الرمي من بعيد ؛ و «الغيب» هو عالم ماوراء الحس ، والجملة كناية لطيفة عمّن يطلق أحكامه على عالم ما وراء الطبيعة بلا سابق علم أو معرفة ، كمن يرمي شيئاً من نقطة بعيدة ، فقلّما يصيب الهدف ، فظنونهم وأمانيهم وأحكامهم لا تصيب أهدافها أيضاً.
ثم يضيف تعالى : (وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ).
ففي لحظة مؤلمة فصل بينهم وبين كل ثرواتهم وأموالهم ، وقصورهم ومقاماتهم ، وأمانيهم ، فكيف سيكون حالهم؟ هؤلاء الذين كانوا يعشقون الدرهم والدينار ، والذين كانت قلوبهم لا تطاوعهم في التخلّي عن أبسط الإمكانات المادية ... كيف سيكون حالهم في تلك اللحظة التي يجب عليهم فيها أن يودّعوا كل ذلك وداعاً أخيراً ، ثم يغمضون عيونهم ويسيرون باتّجاه مستقبل مظلم موحش.
|
نهاية تفسير سورة سبأ |
* * *