فهو حليف القرآن وهو علي بن أبي طالب وعترته عليهمالسلام وأنّهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض».
ثم أخذ بيد أمير المؤمنين ـ صلوات الله عليه ـ فرفعها حتى بدا للناس بياض إبطيهما ثم قال : «أيّها الناس : من أولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم؟»
قالوا : الله ورسوله أعلم.
قال : «إنّ الله عزوجل مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فعليّ مولاه». (يقولها ثلاث مرات) وفي لفظ الإمام أحمد إمام الحنابلة : (أربع مرات). ثم قال : «اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وأحب من أحبّه وأبغض من أبغضه وانصر من نصره واخذل من خذله وأدر الحق معه حيث دار ، ألا فليبلغ الشاهد الغائب».
ثم لم يتفرّقوا حتى نزل أمين وحي الله بقوله : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى) الآية. فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ، ورضى الربّ برسالتي والولاية لعليّ من بعدي».
ثم طفق القوم يهنّئون أمير المؤمنين عليهالسلام وممّن هنّأه أبوبكر وعمر كل يقول : بخّ بخّ لك يابن أبي طالب ، أصبحت وأمسيت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة.
(قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (٦٨) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) (٦٩)
سبب النّزول
في تفسير مجمع البيان وتفسير القرطبي عن ابن عباس قال : جاء جماعة من اليهود إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فقالوا : ألست تقرّ بأنّ التّوراة من عند الله؟ قال : «بلى». قالوا : فإنّا نؤمن بها ولا نؤمن بما عداها (وفي الحقيقة فإنّ التوراة تعتبر القدر المشترك بيننا وبينكم ، ولكن القرآن كتاب مختص بكم). فنزلت الآية الاولى.