أبداً ، ولن يضر الدين ولا المجتمع الإسلامي أو تقدّمه السريع ، لأنّ الله كفيل بإرسال من لديهم الإستعداد في حماية هذا الدين ، حيث تقول الآية الكريمة : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَءَامَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأتِى اللهُ بِقَومٍ).
ثم تتطرق الآية إلى صفات هؤلاء الحماة الذين يتحمّلون مسؤولية الدفاع العظيمة ، وتبيّنها على الوجه التالي :
١ ـ إنّهم يحبون الله ولا يفكّرون بغير رضاه ، فالله يحبهم وهم يحبونه ، كما تقول الآية : (يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ).
٢ و ٣ ـ يبدون التواضع والخضوع والرأفة أمام المؤمنين ، بينما هم أشدّاء أقوياء أمام الأعداء الظالمين ، حيث تقول الآية : (أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ).
٤ ـ إنّ شغلهم الشاغل هو الجهاد في سبيل الله ، إذ تقول الآية : (يُجَاهِدُونَ فِى سَبِيلِ اللهِ).
٥ ـ وآخر صفة تذكرها الآية لهؤلاء العظام ، هي أنّهم لا يخافون لوم اللائمين في طريقهم لتنفيذ أوامر الله والدفاع عن الحق ، حيث تقول الآية : (وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ).
وتؤكد الآية ـ في الختام ـ على أنّ إكتساب أو نيل مثل هذه الإمتيازات السامية (بالإضافة إلى الحاجة لسعي الإنسان نفسه) مرهون بفضل الله الذي يهبه لمن يشاء ولمن يراه كفؤاً له من عباده ، حيث تقول الآية في هذا المجال : (ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ).
وفي النهاية تبيّن الآية أنّ مجال فضل الله وكرمه واسع ، وهو يعرف الأكفّاء والمؤهلين من عباده ، وكما تقول الآية : (وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).
(إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)(٥٥)
سبب النّزول
في تفسير مجمع البيان : بينا عبد الله بن عباس جالس على شفير زمزم ، يقول قال رسول الله صلىاللهعليهوآله إذ أقبل رجل متعمم بعمامة ، فجعل ابن عباس لا يقول قال رسول الله ، إلّاقال الرجل قال رسول الله ، فقال ابن عباس : سألتك بالله ، من أنت؟ فكشف العمامة عن وجهه وقال : يا أيّها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا اعرفه بنفسي ، أنا جندب بن جنادة البدري ، أبو ذر الغفاري ، سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله بهاتين وإلّا فصمتا ، ورأيته بهاتين وإلّا