مِن قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَوةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَوةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْأَخِرِ أُولئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا).
وقد آمن جمع من كبار الطائفة اليهودية بالإسلام حين بعث النبي محمد صلىاللهعليهوآله وحين شاهدوا على يديه الكريمتين دلائل أحقّية الإسلام ، ودافع هؤلاء بأرواحهم وأموالهم عن الإسلام ، وكانوا موضع احترام وتقدير النبي وسائر المسلمين.
(إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُوراً (١٦٣) وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَى تَكْلِيماً (١٦٤) رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً (١٦٥) لكِنِ اللهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللهِ شَهِيداً) (١٦٦)
لقد تناولت الآيات السابقة مسألة التمييز الذي مارسه اليهود بشأن الأنبياء ، حيث كانوا يؤمنون ويصدقون ببعض أنبياء الله تعالى ويكفرون بالبعض الآخر منهم. أمّا الآيات أعلاه فهي ترد على اليهود ، وتؤكد أنّ الله أوحى إلى نبيه محمّداً صلىاللهعليهوآله كما أنزل الوحي على أنبيائه نوح والنبيين الذين جاؤوا من بعد نوح ، وكما أوحى إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب وأنزل الوحي على الأنبياء من أبناء يعقوب ، وعلى عيسى وأيّوب ويونس وهارون وسليمان عليهمالسلام وكما أنزل الله على داود كتاب الزبور حيث تقول الآية : (إِنَّا أَوْحَيْنَا إلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرهِيمَ وَإِسْمعِيلَ وَإِسْحقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهرُونَ وَسُلَيْمنَ وَءَاتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا).
ثم تبيّن الآية أنّ الوحي لم يقتصر نزوله على هؤلاء الأنبياء ، بل نزل على أنبياء آخرين حكى الله قصصهم للنبي محمّد صلىاللهعليهوآله من قبل ، وأنبياء لم يذكر الله قصصهم ، وكل هؤلاء الأنبياء أرسلهم الله إلى خلقه وأنزل عليهم الوحي من عنده ، تقول الآية : (وَرُسُلاً قَدْ