إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

مختصر الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل [ ج ١ ]

مختصر الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل

مختصر الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل [ ج ١ ]

تحمیل

مختصر الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل [ ج ١ ]

153/575
*

فلهذا استعملت في كل مورد يكون فيه نوع من الشدة ، مثل الامتحان الذي يقترن عادةً بالشدة ويتزامن مع المشكلات ، والعذاب أيضاً نوع آخر من الشدة ، وكذلك المكر والخديعة التي تُتّخذ عادةً بسبب أنواع الضغوط والشدائد ، وكذلك الشرك وإيجاد المانع في طريق إيمان الناس حيث يتضمن كل ذلك نوع من الشدة والضغط.

وأنّ عبادة الأوثان وما يتولد منها من أنواع الفساد الفردي والاجتماعي كانت سائدة في أرض مكة المكرمة حيث لوّثت بذلك الحرم الإلهي الآمن ، فكان فسادها أشد من القتل فلذلك تقول هذه الآية مورد البحث مخاطبةً المسلمين : لا ينبغي لكم ترك قتال المشركين خوفاً من سفك الدماء فإنّ عبادة الأوثان أشد من القتل.

ثم تشير الآية إلى مسألة اخرى في هذا الصدد فتقول : إنّ على المسلمين أن يحترموا المسجد الحرام دائماً وأبداً ، ولذلك لا ينبغي قتال الكفار عند المسجد الحرام ، إلّاأن يبدؤكم بالقتال (وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ).

(فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ). لأنّهم عندما كسروا حرمة هذا الحرم الإلهي الآمن فلا معنى للسكوت حينئذ ويجب مقابلتهم بشدة لكي لا يسيئوا الاستفادة من قداسة الحرم وإحترامه.

ولكن بما أنّ الإسلام في منهجه التربوي للناس يقرن دائماً الإنذار بالبشارة معاً ، والثواب والعقاب كذلك ، لكي يؤثر في المسلمين تأثيراً سليماً ، فلذلك فسح المجال في الآية التالية للعودة والتوبة فقال : (فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).

الآية التالية تشير إلى هدف الجهاد في الإسلام وتقول : (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَاتَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدّينُ لِلَّهِ).

ثم تضيف : فإن ترك هؤلاء المشركون عقائدهم الباطلة وأعمالهم الفاسدة فلا تتعرضوا لهم (فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ).

وحسب الظاهر ذُكر في هذه الآية ثلاثة أهداف للجهاد وهي :

١ ـ إزالة الفتنة.

٢ ـ محو الشرك وعبادة الأوثان.

٣ ـ التصدّي للظلم والعدوان.

مسألة الجهاد في الإسلام : إنّ الحكّام الطواغيت والفراعنة وأمثالهم من النمروديين