الصوم كان موجوداً بين اليهود والنصارى ، وكانت الامم الاخرى تصوم في أحزانها ومآسيها.
ويظهر من التوراة أنّ موسى عليهالسلام صام أربعين يوماً ، وكان اليهود يصومون لدى التوبة والتضرع إلى الله. السيد المسيح عليهالسلام صام أيضاً أربعين يوماً كما يظهر من «الإنجيل».
بهذا نستطيع أن نجد في نصوص الكتب الدينية القديمة (حتى بعد تحريفها) شواهد على ما جاء في القرآن الكريم : (كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ).
٣ ـ امتياز شهر رمضان : هذا الشهر ـ إنّما اختير شهراً للصوم ـ لأنّه يمتاز عن بقية الشهور. والقرآن الكريم بيّن مزية هذا الشهر في الآية الكريمة بأنّه (الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْءَانُ).
وفي الروايات الإسلامية أنّ كل الكتب السماوية : «التوراة» و «الإنجيل» و «الزبور» و «الصحف» و «القرآن» نزلت في هذا الشهر ، فهو إذن شهر تربية وتعليم.
٤ ـ قاعدة «لا حرج» : آيات بحثنا فيها إشارة إلى أنّ الله يريد بالناس اليسر ولا يريد بهم العسر ، وهذه الإشارة تدور طبعاً هنا حول موضوع الصوم وفوائده وحكم المسافر والمريض ، لكن اسلوبها العام يجعلها قاعدة تشمل كل الأحكام الإسلامية ، ويصيّر منها سنداً لقاعدة «لا حرج» المعروفة.
هذه القاعدة تقول : لا تقوم قوانين الإسلام على المشقة ، وإن أدّى حكم إسلامي إلى حرج ومشقة ، فإنّه يرفع عنه مؤقتاً ، ولذلك أجاز الفقهاء التيمم لمن يشق عليه الوضوء ، والصلاة جلوساً لمن يشق عليه الوقوف.
(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (١٨٦)
سبب النّزول
في تفسير مجمع البيان : إنّ سائلاً سأل النبي صلىاللهعليهوآله أقريب ربّنا فنناجيه أم بعيد فنناديه فنزلت الآية.
التّفسير
سلاح اسمه الدعاء : بعد أن ذكرت الآيات السابقة مجموعة هامة من الأحكام الإسلامية،