قد قتلنا من في الأرض [إلّا من دان لنا] (١) فهلمّوا فلنقتل من في السماء. فيرمون بسهامهم نحو السماء فيردّها الله مخضوبة دما. ويحصرون نبيّ الله عيسى وأصحابه. فبينما هم كذلك إذ رغبوا إلى الله ، فأرسل الله عليهم نغفا في رقابهم فيصبحون فرسى (٢) كموت نفس واحدة. فيهبط نبيّ الله عيسى وأصحابه فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلّا ملأه زهمهم ونتنهم ودماؤهم. فيرغب عيسى ومن معه إلى الله ، فيرسل الله عليهم كأعناق البخت فتلقيهم في البحر.
ذكروا أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : ليحجّنّ البيت وليعتمرنّ بعد خروج ياجوج وماجوج(٣).
قوله : (وَتَرَكْنا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ) : يعني يوم يخرجون من السدّ.
قال : (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْناهُمْ جَمْعاً) (٩٩) : وقد فسّرنا الصور في غير هذا الموضع.
قوله : (وَعَرَضْنا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكافِرِينَ عَرْضاً) (١٠٠) : أي عرضها عليهم فأدخلوها خالدين. ذكروا عن عبد الله بن مسعود أنّه قال : ليس أحد من الخلق كان يعبد من دون الله شيئا إلّا وهو مرفوع له بنعته (٤) ، فيقال لليهود : من تعبدون؟ فيقولون : نعبد عزيزا. فيقال لهم : هل يسرّكم الماء؟ فيقولون : نعم. فيرون جهنّم وهي كهيئة السراب. ثمّ قرأ : (وَعَرَضْنا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكافِرِينَ عَرْضاً) ثمّ يلقى النصارى ، فيقال لهم : من تعبدون؟ فيقولون : المسيح. فيقال لهم : هل يسرّكم الماء؟ فيقولون : نعم ، فيرون جهنّم وهي كهيئة السراب ، ثمّ كذلك بمن كان يعبد من دون الله شيئا. ثمّ قرأ : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) (٢٤).
__________________
(١) زيادة من سع ورقة ٢١ و.
(٢) «فرسى» كذا وردت في المخطوطات ، وهي جمع فريس ، ومنه : فريسة الأسد. أي : قتلى ، وزنا ومعنى.
(٣) أخرجه أحمد في مسنده ، وأخرجه البخاريّ في كتاب الحجّ ، باب (جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما لّلنّاس) ، عن أبي سعيد الخدريّ عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم.
(٤) كذا في المخطوطات : «وهو مرفوع له بنعته» ، وفي سع ورقة ٢١ و : «إلّا وهو مرفوع له يتبعه».