إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير كتاب الله العزيز [ ج ٢ ]

تفسير كتاب الله العزيز [ ج ٢ ]

468/483
*

(قالَ هذا فِراقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ) : أي : سأخبرك (بِتَأْوِيلِ ما لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً) (٧٨) (١).

(أَمَّا السَّفِينَةُ فَكانَتْ لِمَساكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَها) : قال مجاهد : أن أخرقها. (وَكانَ وَراءَهُمْ) : يقول : بين أيديهم (٢) (مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً) (٧٩) وفي بعض القراءة : (وكان وراءهم مّلك يأخذ كلّ سفينة صالحة غصبا). قال بعضهم : ولعمري لو عمّ السفن ما انفلتت ، ولكن كان يأخذ خيار السفن.

(وَأَمَّا الْغُلامُ فَكانَ أَبَواهُ مُؤْمِنَيْنِ) : قال بعضهم : في بعض القراءة : كان أبواه مؤمنين وكان كافرا.

قوله : (فَخَشِينا أَنْ يُرْهِقَهُما طُغْياناً وَكُفْراً) (٨٠) : ذكر بعضهم قال : في مصحف عبد الله بن مسعود : (فخاف ربّك (أَنْ يُرْهِقَهُما طُغْياناً وَكُفْراً). وتأويل (فخاف ربّك) : أي : فكره ربّك ؛ وهو مثل قوله تعالى : (وَلكِنْ كَرِهَ اللهُ انْبِعاثَهُمْ) [التوبة : ٤٦] وتفسير (كره) : لم يرد (٣). (فَأَرَدْنا أَنْ يُبْدِلَهُما رَبُّهُما خَيْراً مِنْهُ زَكاةً) : أي في التقوى (وَأَقْرَبَ رُحْماً) (٨١) : أي برّا. وقال الحسن : (وأقرب رحما) أي : أقرب خيرا (٤). (وَأَمَّا الْجِدارُ فَكانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما) : قال الحسن : مال ،

__________________

(١) روى أبو داود في سننه كتاب الحروف والقراءات (رقم ٣٩٨٤) عن أبيّ بن كعب قال : كان رسول الله إذا دعا بدأ بنفسه ، وقال : رحمة الله علينا وعلى موسى ، لو صبر لرأى من صاحبه العجب ...». وروي عنه عليه‌السلام بلفظ آخر : «يرحم الله موسى ، لوددت أنّه كان صبر حتّى يقصّ علينا من أخبارهما».

(٢) قال أبو عبيدة في المجاز ، ج ١ ص ٤١٢ : «(وكان وراءهم مّلك) أي : بين أيديهم وأمامهم ، قال :

أترجو بنو مروان سمعي وطاعتي

وقومي تميم والفلاة ورائيا

أي : أمامي».

(٣) هذا وجه من وجوه التأويل ، وللفرّاء في المعاني ، ج ٢ ص ١٥٧ رأي آخر. قال : «وقوله : (فخشينا) : فعلمنا وهي في قراءة أبيّ : (فخاف ربّك أَنْ يُرْهِقَهُما) ، على معنى : علم ربّك. وهو مثل قوله : (إِلَّا أَنْ يَخافا) [البقرة : ٢٢٩] قال : إلّا أن يعلما ويظنّا. والخوف والظنّ يذهب بهما مذهب العلم».

(٤) وقيل معناه : «أقرب أن يرحما به ، وهو مصدر رحمت».