بذلك [لتعطيهم حقوق المؤمنين وتكفّ عن دمائهم وأموالهم] (١) فإنّ حسبك الله.
(هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ) : أي أعانك بنصره (وَبِالْمُؤْمِنِينَ (٦٢) وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ) : يعني قلوب المؤمنين (لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ) : يعني أنّهم كانوا أهل جاهليّة يقتل بعضهم بعضا ويسبي بعضهم بعضا ، متعادين ، فألّف الله بين قلوبهم حتّى تحابّوا وذهبت الضغائن التي كانت بينهم بالإسلام (إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (٦٣) : أي عزيز في نقمته حكيم في أمره.
قوله : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) (٦٤) : أي حسبك الله وحسب من اتّبعك من المؤمنين.
قوله : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتالِ) : أي حثّهم على القتال ، حرّضهم بما وعد الله الشهداء في الجنّة والمجاهدين.
قوله : (إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ) (٦٥) : قال الحسن : كان الله افترض هذا في هذه الآية فأمر المسلمين أن يصبروا العشرة أمثالهم إذا لقوهم. ثمّ أنزل الله التخفيف بعد ذلك فقال :
(الْآنَ خَفَّفَ اللهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) (٦٦) : فأمر الله المسلمين أن يصبروا لمثليهم إذا لقوهم. فلم يقبض رسول الله حتّى أظهر الله الإسلام وصار الإسلام (٢) تطوّعا.
__________________
(١) زيادة من ز ، ورقة ١٢١.
(٢) كذا في المخطوطات. وفي ز : «حتّى أظهر الله الدين وأعزّه وصار الجهاد تطوّعا. قال ابن عبّاس : فمن فرّ من ثلاثة من المشركين فلم يفرّ ، ومن فرّ من اثنين فقد فرّ ، ولا ينبغي لرجل من المسلمين أن يفرّ من رجلين من المشركين». انظر : ز ورقة ١٢١.