مضى أمير المؤمنين صارت الامامة والرسالة في الحسن ، ثمّ صارت من الحسن في الحسين ، ثمّ صارت في علي بن الحسين ، ثمّ في محمّد بن علي ثمّ كانت في جعفر بن محمّد ، ثمّ انقطعت عن جعفر في حياته فصارت في إسماعيل بن جعفر كما انقطعت الرسالة عن محمّد في حياته ، ثمّ انّ الله بدا له في إمامة جعفر وإسماعيل فصيرها عزوجل في محمّد بن إسماعيل ، واعتلّوا في ذلك بخبر رووه عن جعفر بن محمّد انّه قال «ما رأيت مثل بداء بدا لله في إسماعيل» (١) وزعموا أنّ محمّد بن إسماعيل حىّ لم يمت وانّه غائب مستتر [a١٧ F] في بلاد الروم وانّه القائم المهدي ومعني القائم عندهم انّه يبعث بالرسالة وبشريعة جديدة وينسخ بها شريعة محمّد ، وانّ محمّد بن إسماعيل من اولى العزم وأولو العزم عندهم سبعة : نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمّد وعلي ومحمّد بن إسماعيل ، على معنى ان السموات سبع ، والأرضين سبع ، وإنّ الانسان بدنه سبع ، يداه ورجلاه وظهره وبطنه وقلبه ، وإنّ رأسه سبع عيناه واذناه ومنخراه وفمه وفيه لسانه وفمه بمنزلة صدره الّذي فيه قلبه ، والائمة سبع كذلك وقلبهم محمّد بن إسماعيل ، وأولو العزم سبع ، واعتلوا في نسخ شريعة محمّد صلىاللهعليهوآله وتبديلها باخبار رووها عن جعفر بن محمّد انّه قال لو قام قائمنا علمتم القرآن جديدا ، وانّه قال «انّ الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء». ونحو ذلك من أخبار [b ١٧ F] القائم وزعموا : انّ الله جعل لمحمّد بن إسماعيل جنة آدم ومعناها عندهم الاباحة للمحارم وجميع ما خلق في الدنيا ، وهو قول الله : فكلا منها رغدا حيث شئتما» (٢) يعنى محمّد بن إسماعيل واباه إسماعيل (وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ) (٣) ، موسى (٤) بن جعفر بن محمّد وولده من بعده من ادعى منهم الامامة ، وزعموا أنّ محمّد بن إسماعيل هو خاتم النبيّين ، الّذي حكاه الله في كتابه ، وانّ الدنيا اثنتا عشرة جزيرة في كل
__________________
(١) ما رأيت بد الله عزوجل فى اسماعيل (النوبختى ص ٧٣). ما رايت بداء الله عزوجل الا فى اسماعيل (خ ل).
(٢) القرآن ٢ : ٣٤
(٣) القرآن ٢ : ٣٤.
(٤) اى موسى بن جعفر (النوبختى ص ٧٤).