واظهر المقالة بذلك فبرئت منه الشيعة شيعة (١) جعفر بن محمّد ورفضوه ولعنوه فزعم أنّهم رافضة ، وانه هو الّذي سماهم بهذا الاسم. ونصب بعض أصحاب المغيرة (٢) إماما ، وزعم انّ الحسين بن علي أوصي إليه ، ثمّ أوصي إليه علي بن الحسين ، ثمّ زعموا انّ أبا جعفر (٣) أوصي إليه ، فهو الامام إلى أن يخرج المهدي ، وانكروا إمامة جعفر ، وقالوا : لا إمام في بني على بعد أبي جعفر محمّد بن علي ، وانّ الامامة في المغيرة (٤) إلى خروج المهدي ، وهو محمّد بن عبد الله بن حسن (٥) ، وهو حىّ لم يقتل ولم يمت فسموه هؤلاء المغيرية باسم المغيرة بن سعيد مولى خالد بن عبد الله القسرى ثمّ تراقى في الأمر بالمغيرية إلى [b٤٦ F] ان زعم أنّه رسول نبي ، وإنّ جبرئيل يأتيه بالوحي من عند الله ، فأخذه خالد بن عبد الله فسأله عن ذلك فأقرّ به ، ودعا خالد إليه فاستتابه فأبى ان يرجع عن ذلك فقتله وصلبه ، وكان يدّعى بانّه يحيى الموتى ، ويقول بالتناسخ وكذلك قول أصحابه إلى اليوم.
١٥١ ـ وفرقة من المغيرية يقال لها المهديّة ينتسبون إلى ابن الحنفية انّه المهدي ، زعمت انّ الله تبارك وتعالى عن مقالتهم في صفة رجل على رأسه تاج وان له عزوجل اعضاء على عدد أبي جياد (٦) ، فالالف القدم تعالى الله عن ذلك. وقالوا إنّما نسميه خالقا حين خلق ، ورازقا حين رزق ، وعالما حين علم فلمّا خلق الخلق طار الاسلام فوقع على الرأس فوق التاج ، وذلك قوله سبّح اسم ربّك الأعلى (٧).
١٥٢ ـ وامّا الفرقة الاخرى من أصحاب أبي [a ٥٦ F] جعفر محمّد بن على فنزلت
__________________
(١) اصحاب جعفر بن محمد (النوبختى ص ٦٣).
(٢) المغيرة المغيرة (النوبختى).
(٣) محمد بن على (النوبختى).
(٤) فى المغيرة بن سعيد (النوبختى).
(٥) الحسن (النوبختى ص ٦٣).
(٦) كذا ، ولعله مصحف عن : ابجاد او ابجد اى الحروف الابجدية.
(٧) القرآن ، ٨٧ : ١.