الاسدي ومن قال بقولهم ، فانّهم زعموا انّه لا بدّ من رسولين في كلّ عصر ولا تخلو الأرض منهما : واحد ناطق وآخر صامت ، فكان محمّد صلىاللهعليهوآله ناطقا وعلى صامتا ، وتأوّلوا في ذلك قول الله : ثمّ أرسلنا رسلنا تترى (١) ، ثمّ ارتفعوا عن هذه المقالة إلى ان قال بعضهم هما آلهة ، وتشاهدوا بالزور ، ثمّ إنّهم افترقوا لما بلغهم أن جعفر بن محمّد عليهالسلام لعنهم ولعن أبا الخطاب وبرئ منه ومنهم ، فصاروا أربع فرق ، وكان أبو الخطّاب يدّعى ان جعفر بن محمّد قد جعله قيّمه ووصيّه من بعده وأنّه علّمه اسم الله الأعظم ، ثمّ تراقى إلى ان ادّعى النبوّة ، ثمّ ادّعى الرسالة ، ثمّ ادّعى انّه من الملائكة وانّه رسول الله إلى أهل الأرض والحجّة عليهم ، وذلك بعد دعواه أنّه جعفر بن محمّد [a٨٣ F] وانّه يتصوّر في أي صورة شاء ، وذكر بعض [الخطابية انّ رجلا سأل] (٢) جعفر بن محمّد عن مسألة وهو بالمدينة فاجابه فيها ثم انصرف إلى الكوفة فسأل أبا الخطاب عنها فقال له أو لم تسألنى عن هذه المسألة بالمدينة فاجبتك فيها؟
١٠٢ ـ ففرقة منهم قالت : إن جعفر بن محمّد هو الله وان أبا الخطاب نبيّ مرسل أرسله جعفر وأمر بطاعته ، واباحوا المحارم (٣) كلّها من الزّنا واللّواط والسّرقة وشرب الخمور وتركوا الصّلاة والزّكاة والصوم (٤) والحجّ ، وأبا حوا الشهادات (٥) بعضهم لبعض ، وقالوا من سأله اخوه في دينه ان يشهد له على مخالفه فليصدّقه وليشهد له بكلّ ما سأله وإن ذلك فرض واجب عليه ، فان لم يفعل فقد ترك اعظم فريضة من فرائض الله بعد المعرفة ، ومن ترك فريضة فقد كفر واشرك وجعلوا الفرائض الّتي [b ٨٣ F] [فرض الله تعالى (٦)] رجالا سمّوهم وانّهم امروا بمعرفتهم وولايتهم
__________________
(١) القرآن ٢٣ : ٤٤.
(٢) كان بياض فى الاصل واضفنا هذه العبارة بالقرينة
(٣) وأحلوا المحارم من الزنا والسرقة وشرب الخمر (النوبختى ص ٤٢).
(٤) والصيام (النوبختى ص ٤٢).
(٥) واباحوا الشهوات (النوبختى ص ٤٢).
(٦) كان بياض فى الاصل فاضفنا هذه العبارة بالقرينة.