لمعبوده وفرة سوداء وانّه نور اسود وباقيه نور ابيض. قال ابو الحسن الاشعرى في مقالاته : ان هشام بن سالم قال في إرادة الله تعالى بمثل قول هشام بن الحكم فيها وهى : ان ارادته حركة وهى معنى لا هي الله ولا غيره. وان الله تعالى اذا اراد شيئا تحرّك فكان كما اراد. قال : ووافقهما ابو مالك الحضرمى ، وعلى بن الهيثم وهما من شيوخ الروافض ان إرادة الله تعالى حركة غير انهما قالا ان إرادة الله تعالى غيره.
وحكى أيضا عن الجواليقى انه قال في افعال العباد انها اجسام لانه لا شيء في العالم إلّا الاجسام ، واجاز أن يفعل العباد الاجسام وروى مثل هذا القول عن شيطان الطاق (مؤمن الطاق) أيضا وحكى عن الجواليقى وشيطان الطاق : ان الحركات هى افعال الخلق ، لانّ الله عزوجل امرهم بالفعل ولا يكون مفعولا إلّا ما كان طويلا عريضا عميقا وما كان غير طويل ولا عريض ولا عميق فليس بمفعول. قال الشهرستانى ان هشام قال : الاستطاعة بعض المستطيع وقد نقل عنه انه أجاز المعصية على الأنبياء مع قوله بعصمة الائمة ويفرق بينهما بان النبي يوحى إليه فينبه على وجه الخطاء فيتوب منه والامام لا يوحى إليه فيجب عصمته. قال ابن النديم : هشام بن سالم الجواليقى كان من متكلمى الشيعة وله مع ابى على الجبائى مجلس في الامامة وله من الكتب : كتاب الامامة ، كتاب نقض الامامة على ابى على ولم يتمه.
وجاءت في الحور العين ان الجواليقية اتباع هشام بن سالم الجواليقى قالت : ان الامام بعد جعفر بن محمّد ابنه موسى بن جعفر وان جعفرا نصّ على إمامة موسى عند جمهور شيعته. ثم افترقت الجواليقية بعد حياة موسى بن جعفر الثانية فصاروا ثلاث فرق : فقالت فرقة انّ موسى بن جعفر قد مات وقطعوا على موته فسمّوا قطعية. وقالت فرقة : ان موسى بن جعفر حىّ لم يمت ولا يموت حتى يملأ الارض عدلا وهذه الفرقة تسمّى الواقفة وتسمّى أيضا ممطورة. وقالت فرقة لا ندري أمات موسى أم لم يمت إلّا انا مقيمون على إمامته حتى يصحّ لنا امره وامر هذا المنصوب «يعنون ولده» قال المامقانى في تنقيح المقال : اقول ما مرّ في الجواب عن الاخبار الواردة في ذم هشام بن الحكم من وجوه آتية هنا وسيّما الناسبة إلى هشام بن سالم ، عبد الملك