جملة على جملة بينهما مناسبة والتئام ؛ لأنه حكى أحوال [أهل] (١) الجنة ، ومذاكراتهم فيها وما كان يجرى بينهم فى الدنيا وبين أصدقائهم ، وهو قوله : (وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ عِينٌ. كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ. فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ) (٢) أى يتذاكرون.
وما (٣) فى (القلم) هو من كلام أصحاب الجنة بصنعاء لما رأوها كالصريم ، وندموا على ما كان منهم وجعلوا يقولون : (سُبْحانَ رَبِّنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ) (٤). بعد أن ذكّرهم بالتسبيح أوسطهم. ثم قال : (فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَلاوَمُونَ) (٤). أى على تركهم الاستثناء ومخافتهم (أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ) (٤).
* قوله تعالى : (إِنَّا كَذلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ) (٧). وفى المرسلات : (كَذلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ) (٨) ؛ لأن فى هذه السورة حيل بين الضمير وبين (كَذلِكَ) بقوله : (فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ) (٩) ، فأعاد.
وفى المرسلات متصل بالأول وهو قوله : (ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ. كَذلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ) (١٠). فلم يحتج إلى إعادة الضمير.
* قوله تعالى : (إِذا قِيلَ لَهُمْ لا إِلهَ إِلَّا اللهُ) (١١) فى هذه السورة. وفى القتال : (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللهُ) (١٢). بزيادة (أنه) وليس لهما (١٣) فى القرآن (١٣) ثالث ؛ لأن ما فى هذه السورة وقع بعد القول فحكى. وفى القتال وقع بعد العلم فزيد قبله (أنه) ليصير مفعول العلم ، ثم يتصل به ما بعده /.
* قوله تعالى : (وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ. سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ) (١٥) ،
__________________
(١) ز. فى «د. م» ٦٧ / أو «ز ـ ٢» ٣٧ / ب والبصائر ١ / ٣٩٤.
(٢) سورة الصافات الآيات : ٤٨ ـ ٥٠.
(٣) كذا فى «ح» ٦٨ / ب ، و «مد» ١١٧ / ب ، وفى الأصلية : [كذلك].
(٤ ـ ٦) سورة القلم من الآية : ٢٩. والآيتان : ٣٠ ، ٢٤ على التوالى.
(٧) سورة الصافات الآية : ٣٤.
(٨) سورة المرسلات الآية : ١٨.
(٩) سورة الصافات الآية : ٣٣.
(١٠) سورة المرسلات الآيتان : ١٧ ، ١٨.
(١١) سورة الصافات (إِنَّهُمْ كانُوا إِذا قِيلَ لَهُمْ لا إِلهَ إِلَّا اللهُ يَسْتَكْبِرُونَ) الآية : ٣٥.
(١٢) سورة القتال (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَاللهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْواكُمْ) الآية : ١٩.
(١٣ ، ١٤) كذا فى البصائر وفى الأصلية : [فى القرآن لهما].
(١٥) سورة الصافات الآيتان : ٧٨ ، ٧٩.