* قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ) (١) ، وفى غيرها : (يا أَهْلَ الْكِتابِ) (٢) ؛ لأنه سبحانه استخف بهم فى هذه الآية وبالغ. ثم ختم الآية بالطمس ورد الوجوه إلى الأدبار واللعن وأنها كلها واقعة بهم.
* قوله تعالى : (دَرَجَةً) (٣) [ثم] (٤) فى الآية الأخرى درجات (٥) ، لأن الأولى فى الدنيا ، والثانية فى الجنة. وقيل : الأولى بالمنزلة ، والثانية بالمنزل ، وهى درجات.
وقيل : الأولى على القاعدين بعذر درجة ، و [الثانية] (٦) على القاعدين بغير عذر درجات.
* قوله تعالى : (وَمَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ) (٧) بالإظهار فى هذه السورة ، وكذلك فى الأنفال (٨) وفى الحشر (٩) بالإدغام ؛ لأن الثانى من المثلين إذا تحرك بحركة لازمة وجب إدغام الحرف الأول فى الثانى ، ألا ترى أنك تقول : «أردد» بالإظهار. ولا يجوز : ارددا ، وارددوا ، وارددى لأنها تحركت بحركة لازمة ، والألف واللام فى (الله) لا زمان ، فصارت حركة القاف لازمة ، وليست الألف واللام فى الرسول كذلك.
__________________
(١) سورة النساء (يا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ آمِنُوا بِما نَزَّلْنا مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّها عَلى أَدْبارِها أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَما لَعَنَّا أَصْحابَ السَّبْتِ وَكانَ أَمْرُ اللهِ مَفْعُولاً) الآية : ٤٧.
(٢) قوله تعالى : (يا أَهْلَ الْكِتابِ) ذكر فى القرآن ١٢ مرة فى ثلاث سور متواليات : آل عمران والنساء والمائدة. فى ست مرات منها (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ). والست الباقيات : (يا أَهْلَ الْكِتابِ) بدون : قل ، فجاء عددهما متساويا ، وبيان ذلك :
مواضع ذكر (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ) : فى آل عمران : ٦٤ ، ٩٨ ، ٩٩ ، والمائدة : ٥٩ ، ٦٨ ، ٧٧ ٦ مرات.
الآيات التى ذكرت فيها قوله : (يا أَهْلَ الْكِتابِ) : فى آل عمران : ٦٥ ، ٧٠ ، ٧١ ، والنساء : ١٧١ ، والمائدة : ١٥ ، ١٩ ٦ مرات.
(٣) سورة النساء (لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللهُ الْمُجاهِدِينَ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللهُ الْحُسْنى وَفَضَّلَ اللهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً) الآية : ٩٥.
(٤) ز. فى البصائر : ١٧٥.
(٥) الآية التالية فى نفس السورة (دَرَجاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً) الآية : ٩٦.
(٦) ز. فى البصائر : ١٧٥.
(٧) سورة النساء (وَمَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصِيراً) الآية : ١١٥.
(٨) سورة الأنفال (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشاقِقِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) الآية : ١٣.
(٩) سورة الحشر (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللهَ فَإِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) الآية : ٤.