قال فى شرح المواقف : ورد فى الصحيحين : «إنّ لله تسعة وتسعين اسما ، مائة إلّا واحدا ، من أحصاها دخل الجنّة» (١) ، وليس فيها تعيين تلك الأسماء. لكن الترمذي والبيهقي عيّناها. وهى الطريقة المشهورة ، ورواية الترمذي : «الله الذي لا إله إلا هو ، الرحمن ، الرحيم ، الملك ، القدوس ، السلام ، المؤمن ، المهيمن ، العزيز ، الجبار ، المتكبر ، الخالق ، البارئ المصور ، الغفار القهار ، الوهاب الرزاق ، الفتاح العليم ، القابض الباسط ، الخافض الرافع ، المعز المذل ، السميع البصير ، الحكم العدل ، اللطيف الخبير ، الحليم العظيم ، الغفور الشكور ، العلى الكبير ، الحفيظ المقيت ، الحسيب الجليل ، الكريم الرقيب ، المجيب ، الواسع الحكيم ، الودود المجيد ، الباعث الشهيد ، الحق الوكيل ، القوى المتين ، الولي الحميد ، المحصى المبدئ المعيد ، المحيي المميت ، الحي القيوم ، الواجد الماجد ، الواحد ، الأحد الصمد ، القادر المقتدر ، المقدم المؤخر ، الأول الآخر ، الظاهر الباطن ، الوالي المتعالي ، البر التواب ، المنتقم العفو الرؤوف ، مالك الملك ذو الجلال والإكرام ، المقسط الجامع ، الغنى المغني المانع ، الضار النافع ، النور الهادي ، البديع الباقي ، الوارث ، الرشيد ، الصبور» (٢).
وقد ورد التوقيف بغيرها ، أمّا فى القرآن ؛ فكالمولى ، والنصير والغالب ، والقاهر والقريب ، والرب والأعلى ، والناصر والأكرم ، وأحسن الخالقين ، وأرحم الراحمين ، وذى الطول ، وذى القوة ، وذى المعارج ، وغير ذلك. وأما فى الحديث ، فكالمنان ، والحنان ، وقد ورد فى رواية ابن ماجة (٣) أسماء ليست فى الرواية المشهورة ؛ كالقائم ، والقديم ، والوتر ، والشديد ، والكافي ، وغيرها.
وإحصاؤها : إما حفظها ؛ لأنه إنما يحصل بتكرار مجموعها وتعدادها مرارا ، وإما ضبطها ؛ حصرا وعلما وإيمانا وقياما بحقوقها ، وإما تعلقا وتخلقا وتحققا. وقد ذكرنا فى شرح الفاتحة الكبير كيفية التعلق والتخلق والتحقق بها. وفى ابن حجر : أن اسماء الله مائة ، استأثر الله بواحد ، وهو الاسم الأعظم ، فلم يطلع عليه أحدا ، فكأنه قيل : مائة لكن واحد منها عند الله. وقال غيره : ليس الاسم الذي يكمل المائة مخفيا ، بل هو الجلالة. وممن جزم بذلك البيهقي ، فقال : الأسماء الحسنى مائة ، على عدد درجات الجنة ، والذي يكمل المائة : «الله» ، ويؤيده قوله تعالى : (وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) (٤). فالتسعة والتسعون لله ؛ فهى زائدة عليه وبه تكمل المائة. ه.
__________________
(١) أخرجه البخاري (الدعوات ، باب لله مائة اسم غير واحد) ، ومسلم فى (الذكر ، باب فى أسماء الله تعالى ...) من حديث أبى هريرة رضي الله عنه.
(٢) أخرجه الترمذي فى (الدعوات ، باب ٨٣). وأخرج البيهقي روايته فى (السنن الكبرى ، كتاب الإيمان ، باب أسماء الله عزوجل ثناؤه) من حديث أبى هريرة.
(٣) أخرجها فى (الدعاء ، باب أسماء الله عزوجل).
(٤) من الآية ١٨٠ من سورة الأعراف.