وإلا رسوم
الدّار قفرا كأنّها
|
|
كتاب محاه
الباهليّ بن أصمعا
|
وقرأ بعضهم : (إِنْ هذانِ لَساحِرانِ) [طه : ٦٣] اعتبارا
بقراءة أبيّ لأنها في مصحفه : «إن ذان إلا ساحران» وفي مصحف عبد
الله : (وأسرّوا النّجوى أن هذان ساحران) منصوبة بالألف يجعل (إِنْ هذانِ) تبيينا للنجوى.
وقالوا في قوله
تبارك وتعالى : (إِنَّ الَّذِينَ
آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئُونَ) [المائدة : ٦٩] رفع (الصابئين) لأنه ردّ على موضع
(إِنَّ الَّذِينَ
آمَنُوا) وموضعه رفع ، لأن (إنّ) مبتدأة وليست تحدث في الكلام معنى
كما تحدث أخواتها. ألا ترى أنك تقول : زيد قائم ، ثم تقول : إن زيدا قائم ، ولا
يكون بين الكلامين فرق في المعنى. وتقول : زيد قائم ، ثم تقول : ليت زيدا قائم ،
فتحدث في الكلام معنى الشك. وتقول : زيد قائم ، ثم تقول : ليت زيدا قائم ، فتحدث
في الكلام معنى التمني ، ويدلّك على ذلك قولهم : إن عبد الله قائم وزيد ، فترفع
زيدا ، كأنك قلت : عبد الله قائم وزيد ، وتقول : لعل عبد الله قائم وزيدا ، فتنصب
مع (لعلّ) وترفع مع (إن) لما أحدثته (لعلّ) من معنى الشك في الكلام ، ولأنّ (إنّ)
لم تحدث شيئا. وكان الكسائي يجيز : أن عبد الله وزيد قائمان ، وإنّ عبد الله وزيد
قائم. والبصريون يجيزونه ، ويحكون : (إِنَّ اللهَ
وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِ) [الأحزاب : ٥٦]
وينشدون :
__________________