ولو أن رجلا كتب في المصحف سورا وترك سورا لم يكتبها ، لم نر عليه في ذلك وكفا (١) إن شاء الله تعالى.
باب ما ادّعي على القرآن من اللحن
وأما ما تعلقوا به من حديث عائشة رضي الله عنها في غلط الكاتب ، وحديث عثمان رضي الله عنه : أرى فيه لحنا ـ فقد تكلم النحويون في هذه الحروف ، واعتلوا لكل حرف منها ، واستشهدوا الشعر :
فقالوا : في قوله سبحانه : (إِنْ هذانِ لَساحِرانِ) [طه : ٦٣] وهي لغة بلحرث بن كعب يقولون : مررت برجلان ، وقبضت منه درهمان ، وجلست بين يداه ، وركبت علاه. وأنشدوا (٢) :
تزوّد منّا بين أذناه ضربة |
|
دعته إلى هابي التّراب عقيم |
أي موضع كثير التراب لا ينبت.
وأنشدوا (٣) :
أيّ قلوص راكب تراها |
|
طاروا علاهنّ فطر علاها |
__________________
(١) الوكف : الإثم والعيب.
(٢) يروى صدر البيت بلفظ :
تزوّد منّا بين أذناه طعنة
والبيت من الطويل ، وهو لهوبر الحارثي في لسان العرب (صرع) ، (شظى) ، (هبا) ، وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص ٧٠٧ ، وخزانة الأدب ٧ / ٤٥٣ ، والدرر ١ / ١١٦ ، وسر صناعة الإعراب ٢ / ٧٠٤ ، وشرح شذور الذهب ص ٦١ ، وشرح المفصّل ٣ / ١٢٨ ، ١٣٣ ، والصاحبي في فقه اللغة ص ٤٩ ، وهمع الهوامع ١ / ٤٠.
(٣) يروى الشطر الأول من الرجز :
أي قلوص راكب تراها |
|
ناجية وناجيا أباها |
والرجز بلا نسبة في تاج العروس (قلص) ، (نجا) ، ولسان العرب (علا) ، (نجا) ، ويروى أيضا بلفظ :
أي قلوص راكب تراها |
|
فاشدد بمثني حقب حقواها |
وهو بلا نسبة في لسان العرب (علا) ، وتاج العروس (قلص) ، ويروى الشطر الثاني بلفظ :
نادية وناديا أباها |
|
طاروا علاهنّ فطر علاها |
والرجز لرؤبة في ديوانه ص ١٦٨ ، وله أو لأبي النجم أو لبعض أهل اليمن في المقاصد النحوية ١ / ١٣٣ ، ولبعض أهل اليمن في خزانة الأدب ٧ / ١٣٣ ، ١١٥ ، وشرح شواهد المغني ١ / ١٢٨ ، وبلا نسبة في لسان العرب (طير) ، (علا) ، (نجا) ، وخزانة الأدب ٤ / ١٠٥ ، والخصائص ٢ / ٢٦٩ ، وشرح شواهد الشافية ص ٣٥٥ ، وشرح المفصّل ٣ / ٣٤ ، ١٢٩ ، وتاج العروس (قلص).