رِجْسِهِمْ) [التوبة : ١٢٥] ، أي : كفرا إلى كفرهم ، أو نفاقا إلى نفاقهم.
وقال الله تعالى : (وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ) [يونس : ١٠٠].
وقال الله عزوجل : (وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (٥)) [المدثر : ٥] ، يعني الأوثان ، سمّاها رجزا ـ والرّجز : العذاب ـ لأنها تؤدّي إليه.
١٧ ـ الفتنة
الفتنة : الاختبار ، يقال : فتنت الذهب في النّار : إذا أدخلته إليها لتعلم جودته من رداءته. وقال تعالى : (وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) [العنكبوت : ٣]. أي : اختبرناهم. وقال لموسى عليهالسلام : (وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً) [طه : ٤٠]. ومنه قوله : (ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا وَاللهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ (٢٣)) [الأنعام : ٢٣] أي : جوابهم ، لأنهم حين سئلوا اختبر ما عندهم بالسؤال ، فلم يكن الجواب عن ذلك الاختبار إلا هذا القول.
والفتنة : التعذيب. قال : (إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ) [البروج : ١٠] أي عذّبوهم بالنار.
وقال عزوجل : (يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ (١٣)) [الذاريات : ١٣] أي يعذبون. (ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ) [الذاريات : ١٤] أي يقال لهم : ذوقوا فتنتكم ، يراد هذا العذاب بذاك.
وقال عزوجل : (فَإِذا أُوذِيَ فِي اللهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذابِ اللهِ) [العنكبوت : ١٠] أي : جعل عذاب الناس وأذاهم كعذاب الله.
والفتنة : الصدّ والاستزلال. قال الله عزوجل : (وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ ما أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكَ) [المائدة : ٤٩] ، أي : يصدّوك ويستزلوك. وقال الله تعالى : (وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ) [الإسراء : ٧٣] ، وقال : (ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ (١٦٢) إِلَّا مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ (١٦٣)) [الصافات : ١٦٢ ، ١٦٣] أي : صادين.
والفتنة : الإشراك والكفر والإثم ، كقوله : (وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ) [البقرة : ١٩٣] ، أي : شرك.
وقال : (وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ) [البقرة : ١٩١] يعني الشرك. وقال : (أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا) [التوبة : ٤٩] أي : في الإثم.
وقال : (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ) [النور : ٦٣] ، أي : كفر وإثم.