قال ابن عباس : يريد لا أسألكم على ما أتيتكم به من الهدى أجرا إلا أن تودّوني في القرابة منكم. وكانت لرسول الله ، صلىاللهعليهوسلم ، ولادات كثيرة في بطون قريش. وقال الله عزوجل : (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ) [التوبة : ١٢٨].
قال ابن عباس : قالت قريش : يسألنا أن نودّه في القرابة وهو يشتم آلهتنا ويعيبها؟! فأنزل الله تعالى : (قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ) [سبأ : ٤٧].
ويقال للعهد : (إلّ) ، لأنّه بالله يكون.
٦ ـ القنوت
القنوت : القيام.
وسئل صلىاللهعليهوسلم : أيّ الصلاة أفضل؟ فقال : «طول القنوت» (١) أي طول القيام.
وقال تعالى : (أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً) [الزمر : ٩] ، أي أمن هو مصلّ ، فسميت الصلاة قنوتا : لأنها بالقيام تكون.
وروي عنه ، عليهالسلام ، أنه قال : «مثل المجاهد في سبيل الله كمثل القانت الصائم» (٢) ، يعني المصلّي الصّائم.
ثم قيل للدعاء : قنوت ، لأنّه إنما يدعو به قائما في الصلاة قبل الركوع أو بعده.
وقيل ، الإمساك عن الكلام في الصلاة قنوت ، لأن الإمساك عن الكلام يكون في
__________________
(١) أخرجه مسلم في المسافرين حديث ١٦٥ ، والترمذي حديث ٣٨٧ ، وابن ماجه حديث ١٤٢١ ، والنسائي ٥ / ٥٨ ، وأحمد في المسند ٣ / ٣٠٢ ، ٣١٤ ، ٣٩١ ، ٤١٢ ، ٤ / ٣٨٥ ، ٣٨٧ ، والبيهقي في السنن الكبرى ٣ / ٨ ، والطبراني في المعجم الكبير ١٧ / ٤٨ ، والبغوي في شرح السنة ١ / ٢٤٨ ، والهيثمي في مجمع الزوائد ١ / ٥٤ ، ٦٠ ، ٦١ ، ٣ / ١١٦ ، والسيوطي في الدر المنثور ١ / ٦٦ ، والهيثمي في موارد الظمآن ٩٤ ، والمنذري في الترغيب والترهيب ٣ / ٤٠٩ ، وعبد الرزاق في مصنفه ٤٨٤٥ ، وابن عبد البر في التمهيد ١ / ١٣٢ ، والطحاوي في شرح معاني الآثار ١ / ٢٩٩ ، ٤٧٦ ، والمتقي الهندي في كنز العمال ١٤٠٠ ، ١٩٦٥٨ ، ٤٤١٥٨ ، والقرطبي في تفسيره ١٥ / ٢٣٩ ، وابن كثير في تفسيره ٢ / ٤٢٤ ، وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق ٦ / ٣٥٦ ، وأبو نعيم في حلية الأولياء ٣ / ٣٥٧ ، وتاريخ أصبهان ١ / ٩١.
(٢) أخرجه مسلم في الإمارة حديث ١١٠ ، وأحمد في المسند ٤ / ٢٧٢ ، والهيثمي في مجمع الزوائد ٥ / ٢٧٥ ، والسيوطي في الدر المنثور ١ / ٢٤٥ ، ٢٤٦ ، والمتقي الهندي في كنز العمال ١٠٦٥١ ، ١٠٦٥٢ ، والربيع بن حبيب في مسنده ٢ / ١٧ ، وابن أبي شيبة في مصنفه ٥ / ٢٨٧ ، ٣١٩. والبيهقي في السنن الكبرى ٩ / ١٥٨.