ديارهم لأوّل الحشر.
وجوزي بنو قريظة بقتل المقاتلة وسبي الذّرّيّة.
في الزخرف
(قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ (٨١)) [الزخرف : ٨١].
لما قال المشركون : لله ولد ، ولم يرجعوا عن مقالتهم بما أنزله الله على رسوله ، عليهالسلام ، من التبرّؤ من ذلك ـ قال الله سبحانه لرسوله عليهالسلام : (قُلْ :) لهم (إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ) أي : عندكم في ادعائكم. (فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ) أي : أول الموحدين ، ومن وحّد الله فقد عبده ، ومن جعل له ولدا أو ندّا ، فليس من العابدين ، وإن اجتهد.
ومنه قوله : (وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) [النازعات : ٥٦] ، أي إلا ليوحّدون.
قال مجاهد (١) : يريد إن كان لله ولد في قولكم ، فأنا أول من عبد الله ووحّده ، وكذّبكم بما تقولون.
وبعض المفسرين يجعل إن بمعنى (ما) ، وليس يعجبني ذلك.
ويقال : العابدون هاهنا : الغضاب الآنفون. يقال : عبدت من كذا أعبد عبدا. وأكثر ما تأتي الأسماء من فعل يفعل (على فعل) كقوله : وجل يوجل فهو وجل ، وفزع يفزع فهو فزع.
وربما جاء على (فاعل) نحو علم يعلم فهو عالم.
وربما جاء منه على (فعل) و (فاعل) نحو صدى يصدي فهو صد وصاد ، كذلك تقول : عبد يعبد فهو عبد وعابد ، قال الشاعر (٢) :
وأعبد أن تهجى تميم بدارم
__________________
(١) مجاهد : هو مجاهد بن جبير المخزومي ، أبو الحجاج المقري المكي ، مولى عبد الله بن السائب ، وقيل : مولى السائب بن أبي السائب ، فقيه محدث تابعي ثقة ، توفي بمكة سنة ١٠٢ ه. وقيل : سنة ١٠٣ ه. وقيل : سنة ١٠٤ ه. صنف «تفسير القرآن». (أسماء التابعين ١ / ٣٦٣ ، كشف الظنون ٦ / ٤).
(٢) صدر البيت :
أولئك قومي إن هجوني هجوتهم
والبيت من الطويل ، وهو للفرزدق في إصلاح المنطق ص ٥٠ ، ولسان العرب (عبد) ، والمحتسب ٢ / ٢٥٨ ، وليس في ديوانه ، وبلا نسبة في الإنصاف ٢ / ٦٣٧ ، وجمهرة اللغة ص ٢٩٩ ، ويروى