الله وأرضي بإسخاط الله.
ولو نزلت هذه الآية على تقديرهم فقال : ويوم يعضّ الظالم ـ قارون وهامان ، وعقبة بن أبي معيط ، وأبيّ بن خلف ، وعتبة بن ربيعة ، وشيبة بن ربيعة ، والمغيرة ، وفلان وفلان ، بالأسماء ـ على أيديهم يقولون : يا ليتنا لم نتخذ فرعون ، ونمرود ، وعقبة بن أبي معيط ، وأبا جهل ، والأسود ، وفلانا ، وفلانا بالأسماء ـ لطال هذا وكثر وثقل ، ولم يدخل فيه من تأخّر بعد نزول القرآن من هذا الصّنف ، وخرج عن مذاهب العرب ، بل عن مذاهب الناس جميعا في كلامهم.
فكان (فلان) كناية عن جماعة هذه الأسماء.
وقد يقول القائل : ما جاءك إلا فلان بن فلان ، يريد أشراف الناس المعروفين ، والشاعر يقول (١) :
في لجّة أمسك فلانا عن فل
يريد : أمسك فلانا عن فلان ، ولم يرد رجلين بأعيانهما ، وإنما أراد أنهم في غمرة الشّر وضحجّته ، فالحجزة تقول لهذا : أمسك ، ولهذ : كفّ.
والظالم دليل على جماعة الظالمين كقوله : (وَيَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً) [النبأ : ٤٠] يريد جماعة الكافرين.
ومن هذا الباب (التعريض).
والعرب تستعمله في كلامها كثيرا ، فتبلغ إرادتها بوجه هو ألطف وأحسن من الكشف والتصريح ، ويعيبون الرجل إذا كان يكاشف في كل شيء ويقولون (٢) :
__________________
(١) قبله :
إذا عصبت بالعطن المغربل |
|
تدافع الشيب ولم تقتل |
والرجز لأبي النجم في جمهرة اللغة ص ٤٠٧ ، ولسان العرب (عصب) ، (لجج) ، (خلل) ، (فلن) ، والطرائف الأدبية ص ٦٦ ، والمنصف ٢ / ٢٥ ، والممتع في التصريف ٢ / ٦٤٠ ، وخزانة الأدب ٢ / ٣٨٩ ، والدرر ٣ / ٣٧ ، وسمط اللآلي ص ٢٥٧ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٤٣٩ ، وشرح التصريح ٢ / ١٨٠ ، وشرح المفصل ٥ / ١١٩ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٤٥٠ ، والصاحبي في فقه اللغة ص ٢٢٨ ، والكتاب ٢ / ٢٤٨ ، ٣ / ٤٥٢ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٢٢٨ ، وتهذيب اللغة ٢ / ٤٨ ، وتاج العروس (عصب) ، (خلف) ، ومقاييس اللغة ٤ / ٤٤٧ ، ٥ / ٢٠٢ ، ومجمل اللغة ٤ / ٦١ ، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٤ / ٤٣ ، وشرح الأشموني ٢ / ٤٦٠ ، وشرح ابن عقيل ص ٥٢٧ ، وشرح المفصل ١ / ٤٨ ، والمقتضب ٤ / ٢٣٨ ، والمقرب ١ / ١٨٢ ، وهمع الهوامع ١ / ١٧٧.
(٢) الرجز بلا نسبة في لسان العرب (ثلب) ، وتاج العروس (ثلب).