فِيها) [يوسف : ٨٢] ، أي : أهلها.
. وأراد بقوله : (ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ) [القصص : ٧٦] ، أي : تميلها من ثقلها.
قال الفراء أنشدني بعض العرب (١) :
حتى إذا ما التأمت مفاصله |
|
وناء في شقّ الشّمال كاهله |
يريد : أنه لما أخذ القوس ونزع ، مال عليها.
قال : ونرى قولهم : (ما ساءك وناءك) ، من هذا. وكان الأصل (أناءك) فألقي الألف لما اتبعه (ساءك) كما قالوا : (هنأني ومرأني) ، فاتبع مرأني هنأني. ولو أفرد لقال : أمرأني.
وأراد بقوله : (وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (٨)) [العاديات : ٨] ، أي : وإنه لحبّ المال لبخيل ، والشدة : البخل هاهنا ، يقال : رجل شديد ومتشدّد.
وقوله سبحانه : (وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً) [الفرقان : ٧٤] ، يريد : اجعلنا أئمة في الخير يقتدي بنا المؤمنون ، كما قال في موضع آخر : (وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا) [السجدة : ٢٤] ، أي : قادة ، كذلك قال المفسّرون.
وروي عن بعض خيار السلف : أنه كان يدعو الله أن يحتمل عنه الحديث ، فحمل عنه.
وقال بعض المفسرين في قوله : (وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً) [الفرقان : ٧٤] ، أي : اجعلنا نقتدي بمن قبلنا حتى يقتدي بنا من بعدنا. فهم على هذا التأويل متّبعون ومتّبعون.
ومن المقدّم والمؤخّر قوله تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً (١) قَيِّماً) [الكهف : ١ ، ٢] أراد : أنزل الكتاب قيّما ولم يجعل له عوجا.
وقوله : (فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ) [هود : ٧١] ، أي : بشرناها بإسحاق فضحكت.
وقوله : (فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوها) [الشمس : ١٤] ، أي : فعقروها فكذّبوه بالعقر.
__________________
(١) الرجز بلا نسبة في لسان العرب (نوأ) ، وتهذيب اللغة ١٥ / ٥٤٠ ، ورواية الشطر الأول في اللسان والتهذيب :
حتى إذا ما التأمت مواصله