بعين الوجه الذى ذكرناه فى ساير الابواب (١) من كون جهة الحصر ايضا خصوصية زائدة عن صرف اثبات المحمول لموضوعه فلا باس باطلاق ما ورد عليه الحصر واستفادة السنخ من الاطلاق المزبور كما هو الشأن فى غيره من ساير ابواب الشرط او الغاية وامثالها فتدبر (٢) ثم ان فى
______________________________________________________
(١) تقدم ان القضية بنفسها تكون ظاهرة فى العلية المنحصرة ودخول الاداة عليها من أداة الحصر ونحوها والتعليق على ذلك تدل على تعليق سنخ الحكم وطبيعة الحكم على نحو الاطلاق لا شخصه كما لا يخفى بعد ما كان القيد زائدا على الموضوع والمحمول.
في كلمة انما
(٢) المقام الثانى فى كلمة انما بكسر الألف الدال على الحصر قال في الكفاية ج ١ ص ٣٢٨ ومما يدل على الحصر والاختصاص انما وذلك لتصريح اهل اللغة بذلك وتبادره منها قطعا عند اهل العرف والمحاورة ودعوى. ذكر الشيخ الاعظم الانصارى فى التقريرات ص ١٨٨ والانصاف انه لا سبيل لنا الى ذلك فان موارد استعمال هذه اللفظة مختلفة ـ اى ما ذكره الرازى عنادا وعدوانا فى ذيل تفسير قوله تعالى (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) من انكار دلالتها على الحصر على ما قيل ـ ولا يعلم بما هو مرادف لها فى عرفنا حتى يستكشف منها ما هو المتبادر منها بخلاف ما هو بايدينا من الالفاظ المترادفة قطعا لبعض الكلمات العربية كما فى أداة الشرط. وهو لفظ ـ اگر ـ قال صاحب الكفاية ج ١ ص ٣٢٨ غير مسموعة فان السبيل الى التبادر لا ينحصر بالانسباق الى اذهاننا فان الانسباق الى اذهان اهل العرف ايضا سبيل. والظاهر من العرف العرف العام اليوم وأنها مستعملة فيه كثيرا وتبادر الحصر منها يقتضى وضعها لذلك بل يمكن ان يقال ان الانسباق الى اذهاننا ـ