فإنّه بيت التقوى والهداية ، فلا يليه إلّا المتّقون ، ولكن أكثرهم لا يعلمون فيظنّون أنّ الملك بالغلبة.
قوله : (وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ)
في تفسير العيّاشي عن الصادق ـ عليهالسلام ـ قال : التصفير والتصفيق. (١)
وفي العيون عن الرضا ـ عليهالسلام ـ : سمّيت مكّة مكّة لأنّ الناس يمكّون فيها ، وكان يقال لمن قصدها : قد مكا وذلك قول الله : (وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً)، فالمكاء التصفير ، والتصدية صفق اليدين. (٢)
أقول : فالاشتقاق من الاشتقاق الكبير ، فإنّ مكّة مضاعف والمكاء من المعتلّ.
وفي الخبر تأييد لما ذكره بعضهم : أنّهم كانوا يطوفون عراة يشبّكون بين أصابعهم ويصفّرون فيها ويصفّقون ، ثمّ ذكر أنّهم كانوا يفعلون ذلك إذا قرأ رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ في صلاته يخلطون عليه.
وفي المجمع روي أنّ النبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ كان إذا صلّى في المسجد الحرام ، قام رجلان من بني عبد الدار عن يمينه فيصفّران ، ورجلان عن يساره فيصفّقان بأيديهما فيخلطان عليه صلاته فقتلهم الله جميعا ببدر. (٣)
قوله سبحانه : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ)
في تفسير القمّي : نزلت في قريش لمّا وافاهم ضمضم وأخبرهم بخبر رسول الله
__________________
(١). تفسير العيّاشي ٢ : ٥٥ ، الحديث : ٤٦.
(٢). عيون أخبار الرضا ـ عليهالسلام ـ ٢ : ٨٩ ، الباب : ٣٣ ، الحديث : ١ ؛ البرهان في تفسير القرآن ٤ : ٣٢٤.
(٣). مجمع البيان ٤ : ٨٣١.