وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى) ، (١) مع ما تعقّبته الحوادث ممّا كان من أمر بعض أزواج النبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ ، وقوله سبحانه : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) ، (٢) مع ما جازته الامّة في رهطه وعترته من أهل بيته من فعال ما جوزي بمثله نبيّ ولا رسول ، وهذا المعنى كثير الوقوع والنظائر في القرآن ، وهو مسلك أهل البيت في بياناتهم في تفسير الآي.
قوله سبحانه : (خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ)
في الكافي عن الصادق ـ عليهالسلام ـ : لمّا نزلت هذه الآية : (خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ) انزلت في شهر رمضان ، فأمر رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ مناديه ، فنادى في الناس : إنّ الله فرض عليكم الزكاة كما فرض عليكم الصلاة ، ففرض الله عزوجل عليهم من الذهب والفضّة ، وفرض الصدقة من الإبل والبقر والغنم ومن الحنطة والشعير والتمر والزبيب ، فنادى بهم بذلك في شهر رمضان وعفى لهم عمّا سوى ذلك.
قال : ثمّ لم يفرض بشيء من أموالهم حتّى حال عليهم الحول من قابل ، فصاموا وأفطروا ، فأمر مناديه فنادى في المسلمين : أيّها المسلمون زكّوا أموالكم تقبل صلاتكم.
قال : ثمّ وجّه عمّال الصدقة وعمّال الطسوق. (٣)
وفي المجمع عن النبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ : إنّه كان إذا أتاه قوم بصدقتهم ،
__________________
(١). الأحزاب (٣٣) : ٣٣.
(٢). الشورى (٤٢) : ٢٣.
(٣). الكافي ٣ : ٤٩٧ ، الحديث : ٢.