ثم قال لاصحابه قد أمرني رسول الله ص وآله أن أمضي الى بطن نخلة أرصد بها قريشا حتى آتيه منها بخبر ، وقد نهى ان استكره أحدا منكم ، فمن كان منكم يريد الشهادة ويرغب فيها فلينطلق. ومن كره ذلك فليرجع ، فأنا ماض لأمر رسول الله ص وآله ، فمضى ومضى معه أصحابه لم يتخلف أحد منهم فسلك الطريق على الحجاز حتى اذا كان ببعض الطريق ضل بعير لسعد بن ابي وقاص وعتبة بن غزوان ، فتخلفا عن رهط عبد الله بن جحش ليبحثا عن البعير ومضى الستة الباقون ، حتى اذا كانت السرية ببطن نخلة مرت عير لقريش تحمل تجارة فيها عمرو بن الحضرمي وثلاثة آخرون.
فقتلت السرية عمرا بن الحضرمي وأسرت اثنين وفر الرابع وغنمت العير ، وكانت تحسب انها في اليوم الاخير من جمادي الآخرة ، فاذا هي في اليوم الاول من رجب ـ وقد دخلت الاشهر الحرم ـ التي تعظمها العرب ، وقد عظمها الاسلام وأقر حرمتها.
فلما قدمت السرية بالعير والاسيرين على رسول الله ص وآله قال : ما أمرتكم بقتال في الشهر الحرام ، فوقف العير والاسيرين وابى أن يأخذ من ذلك شيئا ، فلما قال رسول الله ص وآله ، سقط في أيدي القوم وظنوا أنهم قد هلكوا ، وعنفهم اخوانهم من المسلمين فيما صنعوا.
وقالت قريش : قد استحل محمد وأصحابه الشهر الحرام ، وسفكوا فيه الدم ، وأخذوا فيه الاموال وأسروا فيه الرجال ، وقالت اليهود تفاءلوا بذلك على محمد عمرو بن الحضرمي قتله واقد بن عبد الله.
وانطلقت الدعاية المضللة على هذا النحو بشتى الاساليب الماكرة التي تروج في البيئة العربية. حتى نزلت هذه النصوص القرآنية فقطعت كل قول ، فقبض رسول الله ص وآله الاسيرين والغنيمة.