ومصير كل من الفريقين ـ في الدنيا والاخرة ـ ونقل صورة عن حالة كل منهما في الاخرة.
١ ـ (قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ)
(وَخابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ مِنْ وَرائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقى مِنْ ماءٍ صَدِيدٍ ، يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكادُ يُسِيغُهُ).
٢ ـ (وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ).
هناك نقاط ذكرتها السورة في البداية كمباديء للحياة ، وذكرت اعتراض الكفار عليها او كفرهم بها في نهاية السورة مثل :
١ ـ قوله تعالى : (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ).
وواضح هذا المبدأ فمن يشكر نعم الله التي انعم عليه ، ويستثمرها بشكل جيد تنمو وتثمر ، بينما من لا يستثمر تلك النعم ولا يقدرها حق قدرها ، فانها تزول ويعاقب يوم القيامة على الكفر بها وعدم استثمارها للصالح الاجتماعي.
وبعد عشر ايات ، يذكر القرآن نموذجا لتطبيق هذه الحقيقة ، فيقول :
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها وَبِئْسَ الْقَرارُ)
٢ ـ ذكر الله تعالى في الاية ٩ : (وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى) وفي الآية ٤٣ ذكر كلام الكافرين وهم يطلبون مثل هذا التأخير وهم في وسط النار :
(رَبَّنا أَخِّرْنا إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ).
فيرد الله عليهم :
(أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ ما لَكُمْ مِنْ زَوالٍ).