مثل الافكار المادية وبعض المذاهب السائدة التي لا تعشعش الا في الظلام ، ولا تنتشر الا في غياد من الوعي والفكر ، وتعيش في الفراغ.
بل القرآن ينعي على الذين لا يفكرون ، ولا يعقلون ، ولا يشعرون ويثور في وجه المجتمع المتخلف .. عقليا وثقافيا ، ويندد باولئك الذين لا يشغلون الجهاز الاداري في كيانهم وهو المخ المفكر ، ويعطلون هذا الجهاز ، ويمشون وراء كل ناعق ، وعيونهم معصبة ، وعقولهم معطلة ، واعصابهم مخدرة .. (١)
فيدعو الجميع الى التفكر والتدبر ، والتعقل ..
ويدفع الناس ، الى نبذ التقليد الاعمى للآباء ، والطاعة العمياء للاسياد والكبراء .. (٢)
وانما يدعو للتحرر الفكري والاستقلال العقلي في اعتناق مبدأ او اتخاذ موقف ، او مسايرة واقع اجتماعي سائد ..
ويحث المستضعفين ـ فكريا ودينيا وسياسيا ـ على الهجرة ويدعوهم لرفض الخضوع للارهاب والكبت الفكري والسياسي ... (٣)
__________________
(١) (إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ) الانفال / ٢٢ (وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها وَلَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ، أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ)
وصفهم القرآن بشر الدواب وبانهم اضل من الانعام ، لانهم عطلوا مشاعرهم ومداركهم الحسية والعقلية فاستحقوا نار جهنم .. («وَقالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ ما كُنَّا فِي أَصْحابِ السَّعِيرِ). سورة الملك
(٢) .. (قالُوا حَسْبُنا ما وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَوَلَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْلَمُونَ شَيْئاً ، وَلا يَهْتَدُونَ) ١٤٠ / سورة المائدة ـ (وَقالُوا رَبَّنا إِنَّا أَطَعْنا سادَتَنا وَكُبَراءَنا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا) ٦٧ / سورة الاحزاب.
(٣) (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ ، قالُوا فِيمَ كُنْتُمْ ، قالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ، قالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللهِ واسِعَةً فَتُهاجِرُوا فِيها ، فَأُولئِكَ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَساءَتْ مَصِيراً) ٩٧ / سورة النساء.