ثم أقول : أما سند كتاب سليم فلا ذكر له في الاحتجاج ، نعم قال الشيخ الامام العلامة ابو منصور أحمد بن أبي طالب الطبرسي ـ طاب ثراه ـ في ديباجة كتاب الاحتجاج : ولا نأتي في أكثر ما نورده من الاخبار باسناده اما لوجود الاجماع عليه أو لموافقته لما دلت عليه العقول أو لاشتهاره في السير والكتب من المخالف والموالف الخ .. ولكن هذا المقدار لا يكفي لصحة الاستناد الى جميع ما في الكتاب لعدم اثبات هذه الكليات :
١ ـ الاجماع.
٢ ـ موافقة العقول.
٣ ـ الاشتهار في الكتب ، لكل واحد من الروايات المذكورة فيه سندا موثوقا به.
واما تقريب الاستدلال بهذه الرواية على التحريف فهو أن الجمع الصحيح للقرآن الشامل لكل آية منه على النحو النازل فمخصوص بعلي (ع) ، وما عدا جمعه فهو مشتمل على التغيير والتحريف.
وفيه أن هذه الرواية تنص على أن جمع علي (ع) للقرآن كان جمعا تأليفيا مشتملا على النازل من الله حرفيا وعلى مفاده ومعناه ومقصوده ومؤوله ، وهذا وان دل على ان جمع علي (ع) كان جمعا مفيدا للامة الاسلامية كافلا للمعارف والاحكام وسائر الشؤون المتعلقة بالتشريع الاسلامي ، الا انه لا يدل على الزيادة أو النقصان فيما هو الموجود من القرآن الذي جمعه عثمان : ثم اعلم اننا عمدنا الى كل رواية واجبنا عنها بما يلائمها من الجواب.
٢ ـ وعن كتاب سليم (١) قال طلحة لعلي عليهالسلام : يا أبا الحسن ، شيء أريد ان أسألك عنه رأيتك خرجت بثوب مختوم فقلت : أيها الناس
__________________
(١) وفي الاحتجاج للطبرسي روى عن سليم بن قيس الهلالي.