شُرَّعاً وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ كَذلِكَ نَبْلُوهُمْ) (نمتحنهم) (بِما كانُوا يَفْسُقُونَ) ، (وَإِذْ قالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ) (جماعة منهم) (لِمَ تَعِظُونَ) (تنصحون) (قَوْماً اللهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً ، قالُوا مَعْذِرَةً إِلى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ، فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذابٍ بَئِيسٍ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ فَلَمَّا عَتَوْا) (طغوا (عَنْ ما نُهُوا عَنْهُ قُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ)».
فقد امر الله اهل هذه القرية الساحلية ـ وكانوا من اليهود ان يمتنعوا من صيد السمك في يوم السبت من كل اسبوع ، فاختبرهم الله بأن كان يرسل اليهم الحيتان تطفو يوم السبت على سطح الماء ، وفي ايام الاسبوع الاخرى كانت تغيب عنهم ، فانقسم اهل القرية الى ثلاثة اقسام :
١ ـ قسم عصى الله وصار يصطاد السمك يوم السبت.
٢ ـ وقسم آخر التزم بأمر الله واخذ يعظ العاصين ويطالبهم بأن يتركوا مخالفة أمر الله.
٣ ـ وقسم ثالث انبرى لهؤلاء المصلحين وقالوا لهم : ان الله سيهلك هؤلاء الذين عصوه فلماذا تعظونهم؟ فا ـ جابوهم : ان الله أمرنا ان نأمر بالمعروف وننهي عن المنكر ، ونحن نفعل ذلك حتى لا يصيبنا الله بالعذاب معهم ولعل هؤلاء يرجعون عن معصيتهم ويتقون الله تعالى.
فسلط الله على العاصين عذابا شديدا شمل المتقاعسين عن مسؤولية الاصلاح ، وانقذ المؤمنين الذين كانوا يأمرون الناس بطاعة الله.
فلما لم يردهم العذاب عن معصية الله وتكبروا عن طاعته مسخهم قردة أذلاء ، وكان بين الهالكين اولئك الذين لم يعصوه ولم يعظوا قومهم.
ففي الروايات ان الله اوحى الى نبي من الانبياء :