«(فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَحِساتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَخْزى وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ).
(وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى فَأَخَذَتْهُمْ صاعِقَةُ الْعَذابِ الْهُونِ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ).
فماذا يكون مصير حضارة مادية خالية من القيم الروحية .. غير مصير عاد وثمود .. كما تنذر عواقب الحضارة المادية المعاصرة.
هذا الرعب النووي .. هو الصاعقة المهلكة ..
فقد تكون الذرة هي المرشحة لانهاء هذه الحضارة ، حين يخشى أن تنطلق الصواريخ العملاقة في ساعة مشؤومة من ذات ليلة سوداء .. فتحصد زرع الحضارة الذرية بلا رحمة ولا تأخير ..
ان أهل الارض مهددون اليوم بمثل مصير الامم السابقة ، لانهم ينحدرون وبسرعة الى ذلك الدرك السحيق الذي انحدرت اليه تلك الامم ، وكانت نهاية حضاراتهم ، ان أهلكهم الله بذنوبهم .. ودمرهم بنفس أدواتهم ووسائلهم الحضارية.
ولكن هل هناك من يحس؟
والحل الوحيد هو التوبة الى الله والعودة بصدق واخلاص الى الايمان به والتمسك بقيمه الحقة.
ثم الاستفادة من الذخائر الروحية والطاقات المعنوية التي تزخر بها منابع ثقافتنا الدينية ، ومصادر الاسلام وفي مقدمتها القرآن الحكيم.
(وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) ٨٢ / الاسراء.
(ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ).
كل آية .. في القرآن .. موضوعة في بناء فني متكامل .. وكل كلمة وكل حرف ، مرسوم ضمن هندسة فكرية ..
كل كلمة مهدوفة .. كل لفظة مقصودة ، كل حرف له دلالة خاصة .. بحيث لو استبدلت لممة بأخرى او غيرت عبارة او حرفا .. في آية لما