(لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَقالَ : يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ ..)
(وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ* ..) الح.
(وَإِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً قالَ : يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ ..)
(وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً قالَ : يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ ..)
اذ عرفنا ان التاريخ مختبر ـ بما وقع فيه من احداث وقضايا وانتصارات وهزائم ـ مختبر لصدق القيم التي نادى بها الانبياء والرسل وصدق الانذارات التي انذروا بها اممهم .. وبالتالي صدق النبي محمد (ص) وصدق القرآن في نقل ذلك التراث الرسالي الينا ..
فاننا الان نريد ان نعرف الجانب الثالث من اهداف التاريخ واهداف القصص التاريخية في القرآن. وهو : تفصيل كل شيء
وتفصيل كل شيء :
فالقرآن تعرض تفصيلات القيم والمباديء التي كانت وراء سقوط الانسان ورفعته ، وسبب نجاح بعض الامم وانهيار اخرى .. وعامل سعادة او شقاء ، تقدم او تخلف.
وتفيدنا هذه البرامج التفصيلية للعوامل والمؤثرات في بناء حضاراتنا الحديثة وتغيير مجتمعاتنا وابعادها عن عوامل السقوط والانهيار.
القرآن نقل تلك التجارب الحضارية في التاريخ لتكون دليلا لاية امة نريد بناء كيانها الحضاري من جديد آخذة من التاريخ دروسا للمستقبل.
فنحن لا نقرأ الماضي للماضي ، وانما نقرأ الماضي للمستقبل واي شيء لا يفيدنا ولا يهدينا لمستقبلنا فلا قيمة له ابدا.