فانا نجد القرآن ـ
يستعمل لغة الرموز ـ ليبقى قابلا للفهم والتأمل في كل عصر ومن قبل كل جيل ولا يفقد
رونقه وجدته برغم مرور الزمن.
واننا لو امتلكنا
روح التأمل والبحث واكتسبنا النظرة العلمية المنطقية وبواسطتها بدأنا النظر
والتدبر في القرآن لتمكنا من اكتشاف تلك الحقائق الكامنة وراء الرموز واستطعنا من
استيعاب البصائر والرؤى القرآنية الصادقة تجنب جميع المهالك.
ان جيلنا وقبل
تحصيله للنبوغ العلمي والكنفاءات الفكرية العالية يحتاج الى روح التحقيق المنطقي
والبحث العلمي.
لان تقدم العصر
الحديث والتطور التكنولوجي والعلوم منذ بداية هذا القرن ، لم يحصل هذا التقدم
والتطور بواسطة افكار النوابغ والعلما. الكبار من البشر ، بل أن في القرون وفي
العصور الذهبية في اليونان نشاهد وجود نوابغ فطاحل من أمثال أفلاطون وسقراط وابيقو
وبطليموس وسن اوغسطن ، ولا شك انهم كانوا أعظم نبوغا وقدرة وأهلية من غاليلو او
كبرنيك او نيوتن واديسون وبيكال من رجال القرن الثامن والتاسع عشر : ـ
اذن فلماذا لم يحصل
في ألف سنة من تلك العصور الذهبية حتى عشر ما حصل في هذين القرنين الاخرين من
التقدم العلمي الهائل والنهضة الصناعية الحديثة ما هو السبب؟ وماذا حدث؟
أظن أن السبب هو
تطور النظرة العلمية الى الحياة وطريقة البحث والتأمل التي حدثت لدى هذا الفريق من
العلماء والمفكرين في الفترة الاخيرة وكذلك روح المطالعة والتحقيق والكشف الدقيق ،
الروح التي اويتها بيكن او سوتن وزملائهما من العلماء والمفكرين.
وهذا هو السبب
الذي فجر ثورة العلم والتكنولوجيا واحدث التطور الحضاري والتقدم في العصر الحديث.