وقال (ص) : «اهل بيتي امان لامتي » (١).
وقال (ص) : «مثل اهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق » (٢).
وعدا ذلك للمستزيد كثير ، فقد اسهب السابقون وافاض في ذكره اللاحقون لهم ، فما تركوا حجة الا وأقاموها ، ولا باباً الاوطرقوه ، حتى كان الامر اشد وضوحا من الشمس في غرة الصبح الابلج.
واذا كان ما تعاهده الشيعة الامامية من الاعتماد على ما تلقوه عن الائمة المعصومين ، له الحجة الدامغة والدليل البين ، فالسبيل اوضح لقاصده ، والدرب مشرع لسالكه ، ولاجدوى للجريان في المسالك المتشعبة والدهاليز المتفرعة التي قد تقود الخطى الى ما لاتحمد عقباه.
فاذا كان الشرع المقدس يلزم باتباع النور الذي مشكاته رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ويقرن الفوز باتباعه ، فلا لوم ولاتثريب على من كان حاثأً لخطاه في هذا السبيل القويم.
بلى ما كان الله تعالى ليهمل هذا الامة دون ان يوضح لها ما تلتزم به ، فاذا فرّط المكلف بذلك الامر ، لم يكن في ذلك معذوراً ، بل ولن تسقط عنه الحجة ، وكان مقصراً في ذلك بلا خلاف.
وهكذا ... فلما اعتقده الشيعة من احقية سبيل اهل البيت ـ وكما ذكرنا ابتداءً ـ عمدوا الى جمع تراث هذه العترة الطيبة في اسفار جليلة يقتنص منها علماء هذه الطائفة الدروالجوهر كما يقتنص الصياد الماهر الصيد الثمين. والكتاب الماثل بين يدي القاريء الكريم سفرٌ جليل واثر نفيس ، مضى
__________________
(١) مستدرك الصحيحين ٣ : ١٤٩ ، ذخائر العقبى : ١٧.
(٢) مستدرك الصحيحين ٢ : ٣٤٣ ، حلية الاولياء ٤ : ٣٠٦ ، تأريخ بغداد ١٢ : ٩١ ، ذخائر العقبى : ٢٠.