وتزايد ضررهم
واتسع ملكهم وقتلوا من الخلائق ما لا يحصون واستباحوا أموالهم وسبوا نساءهم وكان
مؤسس مذهبهم الخبيث محمد بن عبد الوهاب وأصله من المشرق من بني تميم وكان من
المعمرين فكاد يعد من المنظرين لأنه عاش قريب مائة سنة حتى انتشر عنه ضلالهم ،
كانت ولادته سنة ألف ومائة وإحدى عشرة وهلك سنة ألف ومائتين وأرخه بعضهم بقوله :
(بدا هلاك الخبيث)
١٢٠٦
وكان في ابتداء
أمره من طلبة العلم بالمدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام وكان أبوه
رجلا صالحاً من أهل العلم وكذا أخوه الشيخ سليمان وكان أبوه وأخوه ومشايخه يتفرسون
فيه أنه سيكون منه زيغ وضلال لما يشاهدونه من أقواله وأفعاله ونزعاته في كثير من
المسائل ، وكانوا يوبخونه ويحذرون الناس منه فحقق الله فراستهم فيه لما ابتدع ما
ابتدعه من الزيغ والضلال الذي أغوى به الجاهلين وخالف فيه أئمة الدين وتوصل بذلك
إلى تكفير المؤمنين فزعم أن زيارة قبر النبي صلىاللهعليهوسلم والتوسل به وبالأنبياء والأولياء والصالحين وزيارة قبورهم
شرك وأن نداء النبي صلىاللهعليهوسلم عند التوسل به شرك وكذا نداء غيره من الأنبياء والأولياء
والصالحين عند التوسل بهم شرك ، وأن من أسند شيئا لغير الله ولو على سبيل المجاز
العقلي يكون مشركا نحو نفعني هذا الدواء وهذا الولي الفلاني عند