منحه الله جلّ وعلا لنبيّه صلىاللهعليهوآله في الكفار الناقضين للعهود ، ليفعل بهم فعلا من القتل يفرّق من يجيء بعدهم (لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ) كي يتذكّروا ويرعووا ويتّعظوا ويمتنعوا عن خيانته.
٥٨ ـ (وَإِمَّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً ...) أي إذا خفت يا محمد من خيانة قوم بينك وبينهم ميثاق وعهد (فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ) أي فانقض العهد معهم كما نقضوه ودع ما شرطت لهم ، لتكون أنت وإياهم مستويين في نقض العهد. والخيانة : نقض العهد ، والنّبذ : إلقاء الخبر إلى من لا يعلمه. والحاصل أنه أمره سبحانه أن يفعل مثلما فعلوا ، وأن لا يبدأهم بقتال قبل أن يعلمهم نقض العهد لئلا ينسب إلى الغدر (إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْخائِنِينَ) أي يكره ناكثي العهود. وفي المجمع ـ عن الواقدي ـ أن هذه الآية نزلت في بني قينقاع ، وبموجبها سار النبيّ (ص) إليهم وقاتلهم.
* * *
(وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ (٥٩) وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَمُهُمْ وَما تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ (٦٠) وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٦١) وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (٦٢) وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ