وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ (١٥) الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا إِنَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَقِنا عَذابَ النَّارِ (١٦) الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ (١٧))
١٤ ـ (زُيِّنَ لِلنَّاسِ) .. أي أظهر حسنا وجميلا للناس (حُبُّ الشَّهَواتِ) جمع شهوة ، وهو مصدر معناه : الرغبة في الشيء وحبّه. ولها معنى آخر وهو حركة النفس طلبا للملائم واللاذّ. والمراد بالشهوات : المشتهيات التي تتعشقها النفوس ، لا الشهوة نفسها ، إذ جاء التعبير بها للمبالغة كزيد علم ، وفلان عدل ، والدليل على ذلك هو تفسيرها من لدنه تعالى بالنساء والبنين وبقية المشتهيات. وقد رمز سبحانه الى انهماك الناس في محبتها ، بحيث أحبوا شهوتها ، كقول سليمان عليهالسلام : إني أحببت حبّ الخير ... وإنما يجيء القول في المزيّن من هو؟ ... وقد قيل هو الله تعالى ، زين ذلك للناس من أجل الاختبار ، ولبقاء النوع ، وللتعيش ، ولأمور أخر فيها مصالح وحكم خفيت بتفصيلها علينا.
وقيل هو الشيطان. ويؤيد أنه هو المزيّن قول ذلك الخبيث في محضر رب العالمين وخالق الكون والناس أجمعين ، في سورة الحجر من الآية ٣٨ : قال (رَبِّ بِما أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ ، وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ). هذا ، والآية في معرض الذم. وقد قال الحسن عليهالسلام : فو الله ما أجد أذمّ للدنيا ممن خلقها. وقيل : ما يحسن من الدنيا فالله تعالى زينه ، وما قبح منها زينه الشيطان ومدحه وأمال الناس اليه.
ثم إنه سبحانه قدّم ذكر النساء لأنهن أكبر حبائل الشيطان ، فإذا عجز في مرحلة الاصطياد يتوسل بهن ، ويحصل مقصده بأسهل طريق بواسطتهن والدليل على ذلك قوله صلىاللهعليهوآله : ما تركت بعدي فتنة أضرّ على