يقول ابن تيمية : وأما التميميون كأبي الحسن (١) وأبى الفضل وابن رزق الله فهم أبعد عن الإثبات وأقرب إلى موافقة غيرهم وألين لهم ولهذا تتبعهم الصوفية ويميل إليهم فضلاء الأشعرية كالباقلانى (٢) والبيهقى (٣) فإن عقيدة أحمد التى كتبها أبو الفضل هى التى اعتمدها البيهقى مع أن القوم ماشون على السنة (٤).
وفى موضع آخر يقول : «... وسلك طريق ابن كلاب (٥) ـ فى الفرق بين الصفات اللازمة كالحياة والصفات الاختيارية وأن الرب يقوم به الأول دون الثانى ـ كثير من المتأخرين من أصحاب مالك والشافعى وأحمد كالتميميين أبى الحسن التميمى وابنه أبى الفضل التميمى وابن ابنه رزق الله التميمى وعلى عقيدة أبى الفضل التى ذكر أنها عقيدة أحمد اعتمد أبو بكر البيهقى فيما ذكره من مناقب أحمد من الاعتقاد (٦).
ويقول أيضا معلقا على رسالة أبى الفضل :
وله فى هذا الباب مصنف ذكر فيه من اعتقاد أحمد ما فهمه ولم يذكر فيه ألفاظه وإنما ذكر جمل الاعتقاد بلفظ نفسه وجعل يقول : وكان أبو عبد الله وهو بمنزلة من يصنف كتابا فى الفقه على رأى بعض الأئمة ويذكر مذهبه بحسب ما فهمه ورآه وإن كان غيره بمذهب ذلك الإمام أعلم منه بألفاظه وأفهم لمقاصده (٧). اه (٨).
__________________
(١) ستأتى ترجمته ص : ٣٤٤.
(٢) أبو بكر محمد بن الطيب بن محمد البصرى ، ثم البغدادى ، ابن الباقلانى ، صاحب التصانيف. توفى سنة ثلاث وأربع مائة. انظر : ت / بغداد : ٥ / ٣٧٩ ، المنتظم : ٧ / ٢٦٥ ، وفيات الاعيان : ٤ / ٢٦٩ ، سير أعلام النبلاء : ١٧ / ١٩٠ ، البداية والنهاية : ١١ / ٣٥٠ ، شذرات الذهب : ٣ / ٩٢.
(٣) الحافظ العلامة الثبت الفقيه ، أبو بكر أحمد بن الحسين بن على البيهقى ، صاحب التصانيف الكثيرة المفيدة المشهورة ، توفى سنة ثمان وخمسين وأربع مائة. انظر : المنتظم : ٨ / ٢٤٢ ، الكامل : ١٠ / ٥٢ ، سير أعلام النبلاء : ١٨ / ١٦٣ ، وفيات الأعيان : ١ / ٧٥ ، طبقات الشافعى للسبكى : ٤ / ٨ ، البداية والنهاية : ١٢ / ٩٤ ، النجوم الزاهرة : ٥ / ٧٧ ، طبقات الحفاظ ص : ٤٣٣ ، شذرات الذهب : ٣ / ٣٠٤.
(٤) مجموع الفتاوى : ٦ / ٥٣.
(٥) ستأتى ترجمته ص : ٢٩٢.
(٦) نفس المصدر : ١٢ / ٣٦٧.
(٧) مجموع الفتاوى : ٤ / ١٦٧ ـ ١٦٨.
(٨) وقد أوشكت على الانتهاء من تحقيق هاتين الرسالتين والتعليق عليهما ، وستقدمان إن شاء الله للطبع.