ولئن أمّرت عثمان لتسمعن ولتطيعن. ثم خلا بالآخر فقال : مثل ذلك. فلما أخذ الميثاق. قال : ارفع يدك يا عثمان فبايعه فبايع له على ، وولج أهل الدار فبايعوه.
وروى البخارى (١) أيضا عن المسور بن مخرمة : أن الرهط الذين ولاهم عمر اجتمعوا فتشاوروا فقال لهم عبد الرحمن : لست بالذى أنافسكم على هذا الأمر ولكنكم إن شئتم اخترت لكم منكم فلما ولوا عبد الرحمن مال الناس على عبد الرحمن يشاورونه تلك الليالي حتى إذا كانت الليلة التى أصبحنا منها فبايعنا عثمان ـ قال المسور ـ طرقنى عبد الرحمن بعد هجع من الليل فضرب الباب حتى استيقظت فقال : أراك نائما فو الله ما اكتحلت هذه الثلاث بكثير نوم ... فلما صلى للناس الصبح واجتمع أولئك الرهط عند المنبر فأرسل إلى من كان حاضرا من المهاجرين والأنصار ، وأرسل إلى أمراء الأجناد ـ وكانوا وافوا تلك الحجة مع عمر ـ فلما اجتمعوا تشهد عبد الرحمن ثم قال : أما بعد يا على إنى قد نظرت فى أمر الناس فلم أرهم يعدلون بعثمان .... والّذي يستخلص من مجموع الروايات فى بيعة عثمان رضى الله عنه أنها تمت بعد مشاورات مكثفة أجراها عبد الرحمن بن عوف مع أهل الرأى والمشورة. فقد كان رضى الله عنه مؤتمنا وقد بذل جهودا كبيرة فى تلك الأيام الثلاث ليستخلص ما يراه الناس الأوفق فلما وجد إجماعهم على عثمان وتأكد من ذلك أعلنه (٢). لذا نجد الإمام أحمد ينكر بشدة على من يتكلم فى خلافة عثمان فهى كما قال : كانت بإجماعهم.
__________________
(١) فى الصحيح : ١٣ / ١٩٣.
(٢) انظر : البداية والنهاية : ٧ / ١٤٥.