ثم يقول : أنا الملك. فضحك رسول الله صلىاللهعليهوسلم حتى بدت نواجذه. ثم قرأ : (وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ).
وفى بعض الروايات : فضحك رسول الله صلىاللهعليهوسلم تعجبا وتصديقا له.
أما الحديث الأول فقيل فيه «إن المراد بالأصابع القدرة أو النعمة. وإن إصبعاه : أى نعمتاه وهذا جائز فى كلام العرب» (١).
يقول ابن قتيبة :
ونحن نقول إن هذا الحديث صحيح ، وإن الّذي ذهبوا إليه فى تأويل الأصبع لا يشبه الحديث ، لأنه عليهالسلام قال فى دعائه : «يا مقلب القلوب ثبت قلبى على دينك» فقالت له إحدى أزواجه : «أو تخاف يا رسول الله على نفسك». فقال : «إن قلب المؤمن بين إصبعين من أصابع الله عزوجل» (٢) فإن كان القلب عندهم بين نعمتين من نعم الله فهو محفوظ بتينك النعمتين فلأى شيء دعا بالتثبيت ، ولم احتج على المرأة التى قالت له : أتخاف على نفسك ـ بما يؤكد قولها وكان ينبغى أن لا يخاف إذا كان القلب محروسا بنعمتين (٣) ا ه.
وتؤول هذا الحديث بتأويل آخر حيث قيل : إن هذا الوصف كناية عن
__________________
(١) انظر : رد الدارمى على المريسى ص : ٥٩ ، ٦٣ ، ومقالات الإسلاميين للأشعرى ١ / ٢٣٥ ، ومشكل الحديث لابن فورك ص : ٧٧ ، ٧٩ ، والأسماء والصفات للبيهقى ص : ٣٣٨ ، ٣٤١.
(٢) رواه أحمد ٣ / ١١٢ ، والترمذي ٤ / ٤٤٨ ، والحاكم ١ / ٥٢٦ من حديث أنس قال الترمذي : حديث حسن صحيح.
(٣) تأويل مختلف الحديث ص : ٢٠٩ ، وانظر رد الدارمى على هذه الشبهة فى الرد على المريسى ص : ٥٩ ـ ٦٥.