بسم الله الرحمن الرحيم
تمهيد
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين ... وبعد :
فإنه لا يخفى ما للعقيدة من دور متميز في حياة المسلمين إيمانا وسلوكا فهى الأساس ومن حقها أن تكون لها الأولوية ، ومن الواجب على المسلم أن يكون اعتقاده مبنيا على ما جاء فى كتاب الله عزوجل وسنة رسوله صلىاللهعليهوسلم فهما المصدران اللذان يعول عليهما فى هذا الشأن.
لذا لم ينشأ النزاع في المسائل العقدية فى عهد الصحابة ومن تبعهم بإحسان لثباتهم على هذا المبدأ لكن لما ظهر من لم يكتف بكتاب الله عزوجل وسنة رسوله صلىاللهعليهوسلم نشأ النزاع والاضطراب ، عندها لم يجد علماء السلف بدا من إيضاح الأمور وفق ما جاء فى كتاب الله وسنة رسوله صلىاللهعليهوسلم ومن أولئك العلماء الذين جاهدوا فى سبيل تثبيت العقيدة الصحيحة فى قلوب المسلمين إمام أهل السنة أحمد بن محمد بن حنبل الشيبانى والّذي قد كفينا عن سطر ما قام به من جهود كبيرة فهى معروفة للقاصى ووالداني وما سنذكره عن الإمام أحمد يمثل عقيدة أهل السنة والجماعة.
ولما كانت أقوال هذا الإمام في المسائل العقدية لا يجمعها ـ حسب علمى ـ كتاب بهذا الأسلوب بل هى متناثرة فى بطون الكتب المطبوع منها والمخطوط ، رأيت من المفيد جمع هذه المسائل وترتيبها والتعليق عليها وفق منهج علمى دقيق حتى تكتمل الفائدة منها.