أنه الملك ، وسمى بعض عبيده ملكا. وخبرنا أنه السلام وسمى تحية المؤمنين بينهم سلاما فى الدنيا وفى الجنة فقال : (تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ) (١) ونبينا المصطفى صلىاللهعليهوسلم قد كان يقول بعد فراغه من تسليم الصلاة : «اللهم أنت السلام ومنك السلام» (٢). وقال عزوجل : (وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً) (٣). فثبت بخبر الله أن الله هو السلام كما فى قوله : (السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ) (٤) ، وأوقع هذا الاسم على غير الخالق البارئ. وأعلمنا عزوجل أنه المؤمن وسمى بعض عباده المؤمنين فقال : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ) (٥) وقال : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ) (٦) ، وقال : (وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا) (٧) وقال : (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ) (٨) ... (٩) اه.
أما إنكار أحمد على من زعم أن أسماء الله مخلوقة وتكفيره فلأن هذا القول هو امتداد للقول بخلق القرآن.
يقول ابن تيمية : «اختلف» فى الاسم والمسمى هل هو هو أو غيره أو لا يقال : هو هو ، ولا يقال : هو غيره. أو هو له؟ أو يفصل فى ذلك؟ فإن الناس قد تنازعوا فى ذلك والنزاع اشتهر فى ذلك بعد الأئمة ، بعد أحمد وغيره ، والّذي كان معروفا عند أئمة السنة أحمد وغيره : الإنكار على الجهمية الذين يقولون : أسماء الله مخلوقة. فيقولون : الاسم غير المسمى. وأسماء الله غيره وما كان غيره فهو مخلوق وهؤلاء هم الذين ذمهم السلف وغلظوا فيهم القول ، لأن أسماء
__________________
(١) سورة الأحزاب / ٤٤.
(٢) أخرجه مسلم ١ / ٤١٤ من حديث ثوبان وعائشة رضى الله عنهما.
(٣) سورة النساء / ٩٤.
(٤) سورة الحشر / ٢٣.
(٥) سورة الأنفال / ٢.
(٦) سورة الحجرات / ١٥.
(٧) سورة الحجرات / ٢٩.
(٨) سورة الأحزاب / ٣٥.
(٩) التوحيد ص : ٢٨ وانظر ما بعدها إلى ص ٣٦.