وروى عن أبى أمامة رضى الله عنه عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «ما تقرب العباد إلى الله عزوجل بمثل ما خرج منه» (١) يعنى القرآن.
وروى عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه أنه قال : جردوا القرآن ولا تكتبوا فيه شيئا إلا كلام الله عزوجل (٢).
وروى عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال : إن هذا القرآن كلام الله عزوجل فضعوه على مواضعه (٣).
وقال رجل للحسن البصرى : يا أبا سعيد إنى إذا قرأت كتاب الله عزوجل وتدبرت ونظرت فى عملى كدت أن آيس وينقطع رجائى. قال : فقال له الحسن : إن القرآن كلام الله عزوجل وأعمال بنى آدم إلى الضعف والتقصير فاعمل وأبشر (٤).
وقال فروة بن نوفل الأشجعى : كنت جارا لخباب وهو من أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم فخرجت معه يوما من المسجد وهو آخذ بيدى فقال : يا هناه (٥) تقرب إلى الله عزوجل بما استطعت فإنك لن تتقرب إلى الله عزوجل بشيء أحب إليه من كلامه (٦).
__________________
(١) أخرجه أحمد : ٥ / ٢٦٨ ، والترمذي : ٥ / ١٧٦ وقال : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وبكر بن خنيس قد تكلم فيه ابن المبارك وتركه فى آخر أمره وقد روى هذا الحديث عن زيد بن أرطاة عن جبير بن نفير عن النبي صلىاللهعليهوسلم مرسل. قلت : وأخرج الحاكم : ٤ / ٤٤١ عن جبير بن نفير عن عقبة بن عامر الجهنى أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم تلا (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنكم لن ترجعوا إلى الله ...» الحديث قال الحاكم : صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وأقره الذهبى.
(٢) أخرجه ابن أبى شيبة فى المصنف : ١٠ / ٥٥٠.
(٣) أخرج الدارمى فى الرد على الجهمية ص : ٣٣٠ ـ ضمن عقائد السلف ـ عن عمر رضى الله عنه نحوه.
(٤) أخرجه البيهقى فى كتابه الأسماء والصفات ص : ٢٤٤.
(٥) ويقال أيضا هنتاه وهى لفظة نداء.
(٦) أخرجه ابن أبى شيبة فى المصنف : ١٠ / ٥١٠ والآجرى فى الشريعة ص : ٧٧.