ابن العاص رضى الله عنهما أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة».
وروى البخارى (١) ومسلم (٢) عن على بن أبى طالب رضى الله عنه قال : كنا جلوسا مع النبي صلىاللهعليهوسلم ومعه عود ينكت به فى الأرض فنكس وقال : «ما منكم من أحد إلا قد كتب مقعده من النار أو الجنة فقال رجل من القوم : ألا نتكل يا رسول الله. قال : لا ، اعملوا فكل ميسر ثم قرأ : (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى)».
وروى البخارى (٣) من حديث عمران بن حصين عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «كان الله ولم يكن شيء غيره وكان عرشه على الماء وكتب فى الذكر كل شيء وخلق السموات والأرض». والأحاديث الصحيحة فى هذا المعنى كثيرة.
قال ابن القيم : وأجمع الصحابة والتابعون وجميع أهل السنة والحديث أن كل كائن إلى يوم القيامة فهو مكتوب فى أم الكتاب وقد دل القرآن على أن الرب تعالى كتب فى أم الكتاب ما يفعله وما يقوله فكتب فى اللوح أفعاله وكلامه (٤). اه.
ثم إن من عقيدة أهل السنة الإيمان بالقلم ، روى أبو داود (٥) أن عبادة ابن الصامت قال لابنه : يا بنى إنك لن تجد طعم حقيقة الإيمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إن أول ما خلق الله القلم فقال : اكتب ، قال : رب وما ذا أكتب؟ قال : اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة» يا بنى إنى سمعت رسول الله يقول : «من مات على غير هذا فليس منى» (٦).
__________________
(١) فى الصحيح : ١١ / ٤٩٤.
(٢) فى الصحيح : ٤ / ٢٠٤٠.
(٣) فى الصحيح : ٦ / ٢٨٦.
(٤) شفاء العليل ص : ٤١.
(٥) فى السنن : ٥ / ٧٦.
(٦) حديث صحيح. انظر : السنة لابن أبى عاصم : ١ / ٤٨.