٧١ ـ الحسين بن منصور (١) قال : قال لى أحمد بن حنبل : من قال من العلماء أنا مؤمن قلت : لا أعلم رجلا أثق به ، قال : لم تقل شيئا لم يقله أحد من أهل العلم قبلنا (٢).
٧٢ ـ إسماعيل الشالنجى قال : سألت أحمد : من قال : أنا مؤمن عند نفسى من طريق الأحكام والمواريث ولا أعلم ما أنا عند الله عزوجل قال : ليس هذا بمرجئ (٣).
التعليق :
يتضح مما سقته من روايات عن الإمام أحمد استحبابه للاستثناء فى الإيمان وعدم تركه ، والمرجئة والجهمية ومن سار على منهجهم يحرمون الاستثناء فى الإيمان وينكرون على من استثنى ويتهمونه بالشك فى إيمانه. وتحريمهم للاستثناء جاء اعتمادا على رأيهم فى الإيمان وأنه شيء واحد لا تعدد فيه (٤).
لذلك نجد الإمام أحمد يرد هذا القول ويبين أن الاستثناء لا يعود إلى أصل الإيمان وإنما هو عائد إلى فرعه الّذي هو العمل ، ومن أجل هذا نجد أن السلف أجازوا ترك الاستثناء نسبة إلى أصل الإيمان. فاستثناؤهم إنما كان خوفا من تزكية النفس واحتياطا للعمل أما تركه على اعتبار ما يعلمه المسلم من نفسه بأنه غير كافر فهو جائز ومن يرى وجوب الاستثناء فى الإيمان فحجته : أن الإيمان هو ما يموت عليه صاحبه والكفر كذلك والإنسان لا يدرى على ما ذا يموت (٥).
__________________
(١) هو : الحسين بن منصور بن جعفر بن عبد الله السلمى ، أبو على النيسابورى ثقة فقيه ، توفى سنة ثمان وثلاثين ومائتين. تقريب : ١ / ١٨٠.
(٢) السنة للخلال : (ق ٩٣ / ب).
(٣) نفس المصدر : (ق ٩٥ / أ).
(٤) انظر : أصول الدين للبغدادى ص ٢٥٣ ، وشرح العقيدة الطحاوية ص : ٣٩٥ ـ ٣٩٨ ، مجموع الفتاوى : ٧ / ٢٥٣ ، ٤٢٩ ـ ٤٤٧ ، ٦٦٦.
(٥) انظر : الإيمان لابن تيمية ص : ٤١٩.