التعليق :
تقدم ذكر الآيات الدالة صراحة على زيادة الإيمان وكذا جملة من الأحاديث الدالة على الزيادة والنقص. ومن توقف عن القول بالنقص بحجة أنه لم يذكر فى القرآن فقد أخطأ فى اجتهاده. فالزيادة المذكورة تفيد النقص فكل ما هو قابل للزيادة فهو قابل للنقص ضرورة ، وهو ما أشار إليه الإمام أحمد في رواية صالح إذ يقول : إذا كان قبل زيادته تاما فكيف يزيد التام فكما يزيد كذا ينقص. وقد توقف الإمام أحمد في إطلاق صفة الإرجاء ـ في إحدى الروايات عنه ـ على من يقول بهذا وتفيد رواية أخرى إطلاق هذه الصفة فعند ما سئل : من قال الإيمان يزيد وينقص فقال هذا بريء من الإرجاء. وهو ما تفيده مجموعة الروايات عنه.
أما ما نقل عن الإمام مالك فى هذه المسألة :
فقد روى عبد الله بن أحمد عن أبيه : حدثنا سريج بن النعمان ، حدثنا عبد الله بن نافع قال : كان مالك يقول الإيمان قول وعمل يزيد وينقص (١) وهذا إسناد صحيح. وأخرجه أبو بكر الخلال من طريق الميمونى (٢) ، حدثنا سريج به.
وهذا إسناد صحيح أيضا.
وأخرجه الخلال أيضا من طريق الميمونى قال : سمعت الزنبرى أبا عثمان صاحب مالك قال : كان مالك يقول (٣). فذكره. والزنبرى : هو سعيد بن داود بن أبى زنبر قال عنه ابن حجر : صدوق له مناكير عن مالك ، ويقال اختلط عليه بعض حديثه. وكذبه عبد الله بن نافع فى دعواه أنه سمع من لفظ مالك. توفى فى حدود العشرين ومائتين (٤).
__________________
(١) السنة لعبد الله بن أحمد ص : ٨٥.
(٢) السنة للخلال (ق ١٠٣ / أ).
(٣) المصدر السابق (ق ٩٧ / أ).
(٤) تقريب : ١ / ٢٩٤.