بسـم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين ، وليّ المتّقين ، وقوّة المسـتضعفين ، دليل المتحيّرين ، وماحي آثار المفسـدين ، قاصم الجبّارين ، ومبير الظالمين ، وصلّى الله على محمّـد خاتم النبيّين ، وسـيّد المرسـلين ، شـفيع المذنبين ، والمبعوث رحمة للعالمين ، وعلى آله الطاهرين المعصومين ، نجوم المهتدين ، وأعلام الدين ، النفاة عنه تحريف الغالين ، وابتداع المضلّين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين.
وبعـد :
قال تعالى : (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَـدِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)(١).
والمسـتفاد من الآية الكريمة أنّ الله سـبحانه وتعالى بيّن أفضل الطرق للهداية إلى سـبيله ، وأمر رسـوله الكريم أن يدعو الناس بها ، مع التأكيد على مراعاة مدى اسـتعداد كلّ فئة من الناس من الجنبة الإدراكية والعقلية ، ثمّ دعوتهم بإحدى هذه الطرق الثلاث بما يقتضيه هذا الاسـتعداد المعرفي ، وهو ما أكّده (صلى الله عليه وآله وسلم) بقوله : «إنّـا معاشـر الأنبياء أُمرنا أن نكلّم الناس على قدر عقولهم»(٢).
__________________
(١) سـورة النحل ١٦ : ١٢٥.
(٢) انظر : الكافي ١ / ٢٣ ح ١٥ ، فردوس الأخبار ١ / ٢٢٩ ح ١٦١٤ ، كنز العمّال ١٠ / ٢٤٢ ح ٢٩٢٨٢.