المودّة له في صدره ...»(١).
وأمّا أنْ يحبّ له ما يحبّ لنفسه ، فالأخبار به لا تحصى ... بل في رواية :
«أيسر حقٍّ منها أن تحبّ له ما تحبّ لنفسك ، وتكره له ما تكره لنفسك»(٢).
أنْ يدعو له :
وهذا أيضاً من حوائج المؤمنين ومن حقوق بعضهم على البعض ، بل من أولاها وأهمّها ، وإليك بعض الأخبار ؛ لترى كيف أدّب الأئمة عليهم السلام أصحابهم :
عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه قال : «رأيت عبـد الله بن جندب بالموقف فلم أر موقفاً كان أحسن من موقفه ، مازال مادّاً يده إلى السماء ودموعه تسيل على خديه حتّى تبلغ الأرض ، فلمّا انصرف الناس.
قلت : يا أبا محمّد ، ما رأيت موقفاً قطّ أحسن من موقفك.
قال : والله ما دعوت إلاّ لإخواني ، وذلك لأنّ أبا الحسن موسى بن جعفر عليه السلام أخبرني أنّه من دعا لأَخيه بظهر الغيب نودي من العرش : ولك مائة ألف ضعف مثله ، فكرهت أن أدع مائة ألف ضعف مضمونة لواحدة لا أدري تستجاب أم لا»(٣).
وعن ابن أبي عمير قال : «كان عيسى بن أعين إذا حجّ فصار إلى
__________________
(١) وسائل الشيعة ١٢/٢٠٧ ح ١٦١٠٠.
(٢) وسائل الشيعة ١٢/٢٠٥ ح ١٦٠٩٧.
(٣) وسائل الشيعة ١٣/٥٤٤ ح ١٨٤٠٢.