حَتَّى قَدِمْنَاهَا ، فَدَعَوْنَا النَّاسَ فَأَجَابُونَا ، وَعَجَّلْنَا الرُّجُوعَ إِلَى عَلِيٍّ (عليه السلام) قَبْلَ اجْتِمَاعِ النَّاسِ وَتَحَاشُدِهِمْ وَخُرُوجِهِمْ ، فَلَمَّا كَانَ صَبِيحَةُ يَوْمٍ مِنَ الْأَيَّامِ ، قَالَ لَنَا : يَأْتِيكُمُ الْيَوْمَ مِنَ الْكُوفَةِ ثَمَانِيَةُ آلَافٍ وَبِضْعٌ وَثَلَاثُونَ رَجُلاً ، فَقُمْتُ عَلَى وَادِي ذِي قَارٍ أُعَدِّدُ صُفُوفَهُمْ وَجَمَاجِمَ رُءُوسِهِمْ ، فَمَا زَادَ فَارِسٌ عَلَى مَا قَالَ وَلَا نَقَصَ (١).
__________________
(١) وقال العلّامة التستري رحمهالله في إحقاق الحقّ ، ج ٨ (صلىاللهعليهوسلم) ٩٥ : ومنهم : العلّامة ابن حسنويه الحنفي في «درّ بحر المناقب» (ص ١٥ مخطوط).
قال : قال عبد الله بن عبّاس : بينما أنا معه (أي مع عليّ) بذي قار ، وقد أرسل ولده الحسن رضى الله عنه إلى الكوفة ليستنفر أهلها ، ويستعين بهم على حرب النّاكثين من أهل البصرة قال لي : يا ابن عبّاس قلت : لبّيك يا أمير المؤمنين قال فسوف يأتي ولدي الحسن مع هذا النّور ومعه عشرة آلاف فارس وراجل لا يزيد فارس ولا ينقص فارس ، قال ابن عبّاس : فلمّا أظلّنا الحسن رضى الله عنه بالجند لم يكن لي همّة إلّا مسائلة الكاتب كم كميّة الجند؟ قال لي : عشرة آلاف فارس وراجل لا يزيد فارس ولا ينقص فارس قال : فعلمت أنّ ذلك العلم من تلك الأبواب الّذي علّمه رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
وقال ابن الأثير في الكامل ج ٣ (صلىاللهعليهوسلم) ٢٣١ عند ذكره وقعة الجمل : وقيل : إنّ عدد من سار من الكوفة إثنا عشر ألف رجل ورجل. قال أبو الطّفيل : سمعت عليّا يقول ذلك قبل وصولهم ، فقعدت فأحصيتهم فما زادوا رجلا ولا نقصوا رجلا.
أقول : ونقل عنه المولى حيدر علي الشّرواني في «مناقب أهل البيت» (صلىاللهعليهوسلم) ٢٠٤.